السؤال رقم (1397) : أبي كان لا يخرج زكاة ماله وأخذت منه مالا فهل هذا المال حلالاً أم لا ؟
نص الفتوى: بارك الله لكم “وبسم الله الرحمن الرحيم” وزادكم علم أكثر وأكثر بما ينفع به الأمة الإسلامية، وبعد: بالنسبة للمال الحرام لمن أخذه من مالكه فهو حرام لمن أخذه كما هو حرام لمالكه عند جمهور العلماء، إلا أن هناك بعض أهل العلم أو كثير منهم قال أن المال يطيب ويكون حلال لمن أخذه من مالكه حتى لو كان حراماً. أبي كان لا يخرج الزكاة منذ عدة سنوات، وهو الآن يخرج الزكاة، لكن الآن أشك أنه لا يخرج أيضاً الزكاة لأنني كنت أسأله قديماً أنك لا تخرج الزكاة، كان ينفي ذلك ويقول أنني أخرجه؟ لكن أعلم أن الشك لا يبنى عليه حكم لأن الأصل في الأشياء السلامة وبراءة الذمة كما يقول العلماء إلا إذا غلب علي ظني أو أيقنت فعلاً أنه لا يخرج الزكاة.. حيث أن أمي تقول أيضاً أننا الآن نخرج الزكاة.. إذن أصل المال هذا أنه مال مزكي كما قال ذلك أبي وأمي، وللمعرفة أصل مال أبي حلال فإنه كان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية وأمي لا تعمل فهي ربة بيت وعلي ذلك إخواني في الله ..
* هل المال الذي لم يزكي منه أبي وأخذته لعمل مشروع ما يعتبر حراماً أم مالاً مختلطاً مع العلم أنني أشعر أن كلامهم صحيح ويزكو منه لكن الشك؟! بداخلي… فقد أفتيت نفسي وقلت أنه مال مختلط لأن هو “حق للفقير أو المسكين وحق لمالكه أيضاَ”، وإذا كانوا غير ملتزمين في أمور عديدة في حياتهم وأنا أفعل معهم ما أستطيع فعله لكن الحمد لله أنهم يصلون، وإذا كانوا يصلون أحياناً متأخرين وأرى أنه بغير عذر لأن تأخير الصلاة من كبائر الذنوب وأبي لا يصلي في المسجد وأحياناً يترك صلاة الجمعة بحجة أن أمي تذهب لصلاة الجمعة، ولذلك فهم عموماًَ أحسن من غيرهم يصومون ويزكون كما يقولون وقد حجوا بيت الله منذ زمن، الآن اتقي الله قدر استطاعتي .
* ما هو قول العلماء لمن ورث مالاً واكتشف هذا المال لم يخرج منه الزكاة، هل يعتبر هذا المال حراماً أم مالاً مختلطاً أيضاً، أرجو توضيح أقوال العلماء من كل النواحي، وتوضيح قول الجمهور أيضاً وأعتذر إليكم علي تعبكم معي؛ ووفقكم الله.
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فعليك أخي الكريم أن تطرح هذه الوساوس والخطرات وأن تحسن الظن بوالدك وأنه أخرج زكاة ماله ما دام أنه أقر بإخراجها. ومالك الذي أخذته منه حلال، لأن عمله حلال، وعدم إخراجه للزكاة لا يجعله حراماً، إنما يقع عليه إثم تأخير إخراج زكاة ماله.
وأما المال الموروث الذي لم تُخرج زكاته فيجب على الورثة إخراجها فوراً لتبرأ ذمة الميت لأنها حق لله تعالى، فينظر إلى السنوات التي لم تخرج فيها الزكاة ويزكي عن كل سنة ربع العشر.
وأوصيك أخي الكريم أن تستعيذ بالله تعالى من تلك الوساوس والخطرات فإنها تضرك أكثر مما تنفعك، والشيطان يشغل الإنسان بأشياء هو منها في سعة، وأكثر من ذكر الله تعالى فالقلب المشغول بذكر الله لا يستطيع الشيطان أن يقترب منه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سهى وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس.
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.