السؤال رقم (1393) : هل هذا التأمين الصحي يعتبر من النوع التعاوني ؟
نص الفتوى: الحمد لله: فضيلة الشيخ – عبد الله- أتمني أن تكون في تمام الصحة وفي أحسن الأحوال، أرسل إليك رسالتي هذه متمنياًُ من الله أن تتعاون معي كأخ صغير، أرجو من الله أن تهتم بهذه الرسالة جيداً وتبين لي أمري، لأن وضعي ليس سهل فسني يزعجني ويؤلمني وأنا ما زلت علي هذا الحال، وأرجو أن تقول لي من هم العلماء الذين أفتوا في حالتي هذه.. قد أرسلت لك رسالة من قبل من نفس هذا البريد بعنوان (أبي كان لا يخرج زكاة ماله وأخذت منه مالاً فهل هذا المال حلالاً أم لا ؟) أنت تعلم إذا كانت نفقة الأب عليَّ الابن موجودة أو واجبة لا يجوز للابن أن يأخذ شيء من مال والده الذي فيه زكاة سواء أصوله أو فروعه، ما قول العلماء الذين قالوا يجوز للابن الذي نفقته علي والده أن يأخذ الابن من زكاة والده إذا أحتاج منه؟ وما رأي سماحتك؟ لأني للأسف ما أجده لا يناسب (شهادتي الأدبية) فأنا مؤهلي عالي وما أجده مناسب (مندوب مبيعات) وعملت من قبل بها ثم تركتها وحتى لا أجد مندوب تناسب مؤهلي وحتى إن وجدت مندوب ليس بالسهل فيجب فعل مقابلة وبعد المقابلة ربما لا يقبلني أحد، أو يقول نتصل بك في وقت لاحق ولا يتصل وأنتم تعرفون كيف هي مندوب مبيعات؟ وبالأخص سني الآن 30 عاماً، وحتى وإن عملت فلا بد من مال لأجل الزواج، حتى وإن تزوجت امرأة تعمل فسوف أستفيد بمساعدتها بعملها بعد الزواج وليس قبل الزواج (هذا وفق ضوابط عمل المرأة الشرعية بالطبع) فأريد الاستقرار في حياتي، وللعلم لدى أبي شقة متوفرة لي للزواج، وأريد القول أنني بالطبع سآخذ أصول رأس مال الزكاة لأعمل بها مشروع إذا صح لي ذلك.
ثانياً: كان أبي يزكي بالخطأ لأنه كان يزكي قبل بلوغ المال النصاب، يزكي إذا حال الحول فقط كما يقول، وليته حتى حول هجري بل حول ميلادي وهذه النقطة لم أوردها في فتوتي السابقة، فماذا يفعل في تلك السنوات التي كان يخرج زكاته بالخطأ.
ثالثاً: هناك سنوات لم يزكي فيها أصلاً فماذا أقول له عن تلك السنوات؟ فأنت تعلم أن تلك السنوات كان أصلاً يزكي فيها بالخطأ ولا تعتبر زكاة أرجو أن تعتبر صدقات عند الله.
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فما مر من السنوات وزكّى والدك فيها فلا تبحث الموضوع وعليك بتصحيح الوضع اعتباراً من الآن، وأما أخذك من مال والدك بغير علم فلا يجوز لك ذلك، ولا تحل لك زكاة والدك لأنه ملزم بالنفقة عليك إلا إذا كنت قادراً على الإنفاق على نفسك. ونصيحتي لك أن تجتهد في البحث عن عمل مناسب ومع العزيمة والإصرار والسعي في طلب الرزق توفق بإذن الله، قال تعالى:{..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ..}(الطلاق: 1، 2). ولو بدأت بعمل تجاري بالاشتراك مع غيرك لكان في ذلك خير كبير لك، فالتجارة أيسر وأسهل وأوسع أبواب الرزق، ولا حرج عليك في أخذ أموال الزكاة من غير والدك لزواجك، فما دمت غير قادر على الزواج فتعطى من الزكاة بقدر ما يكفيك، وهذا من أفضل ما تدفع فيه الزكاة. وفقك الله لكل خير، ويسر أمرك، ورزقنا وإياك الرزق الحلال الطيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.