السؤال رقم (1391) : ما حكم مس الحائض لتفسير الجلالين، وحكم قراءة الروايات الفكاهية والرومانسية؟
نص الفتوى: ما حكم مس الحائض لتفسير الجلالين مع العلم أنه مثل المصحف في هيئته؟ وما حكم قراءة الروايات الفكاهية والرومانسية إذا كانت لا تشغلنا عن صلاتنا وطاعتنا لربنا يعني أوقات الفراغ؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: يجوز أن يمسَّ المحدِث حدثاً أكبر أو أصغر كتب التفسير، وإن كان فيها آيات من القرآن، ويجوز أيضاً حملها والمطالعة فيها، لأن المقصود من التفسير تحصيل معاني القرآن لا تلاوته، فلا تجري عليه أحكام القرآن. وقد استدلوا لذلك بكتب النبي صلى الله عليه وسلم للكفار بالرغم من وجود آيات قرآنية فيها، أما إذا تساوى القرآن والتفسير فهنا يغلب جانب الحظر، فيعطى الحكم للقرآن، ويمنع من مسها على غير طهارة لا سيما من الحدث الأكبر.
وثانياً: يجوز قراءة تلك الروايات إذا كانت هادفة ونافعة، ولا تحتوي على الكذب والخداع ونشر الرذيلة والفاحشة بين الناس. أما إذا كانت عكس ذلك فلا يجوز قراءتها لأن القاعدة عند العلماء (ما جرَّ إلى محرم فهو محرم).
والمسلم مأمور بحفظ وقته واستغلاله فيما ينفعه، قال صلى الله عليه وسلم (اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها: وفراغك قبل شغلك)(رواه الحاكم، وابن أبي شيبة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)، وما أجمل أن يعمِّر المسلم وقته بذكر الله وتلاوة القرآن وحضور مجالس العلم، وتعليم الناس الخير، إلى غير ذلك من الأبواب النافعة له في الدنيا والآخرة. وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.