السؤال رقم (1383) : هل يقال هذا الدعاء في السجود، وهل يصح الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة؟

نص الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قراءة في كتاب [اللهم أني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك] تقال في السجود وهي من السنة، فهل هذا صحيح؟ ذكر لي أنه لا يجب أو لا يجوز الدعاء في صلاة الفريضة بما لا يكون أو يخص الآخرة أو شيء من هذا القبيل هل هذا صحيح؟.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: يصح الإتيان بهذا الدعاء في السجود وفي دعاء القنوت، وبعد السلام من الوتر، أو قبل السلام لما روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلمست المسجد فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان وهو يقول:(أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). وحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)(رواه جمع من أهل السنن والمسانيد).
وثانياً: يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)(رواه مسلم)، ويقول صلى الله عليه وسلم (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني)(رواه مسلم)، ويقول صلى الله عليه وسلم (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)(متفق عليه)، والأدعية في ذلك كثيرة ولله الحمد والمنة.
وأما ما يجب أن يتجنبه المسلم فهو الاعتداء في الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)(رواه البخاري ومسلم)، وروى أبو داود وغيره عن أبي نعامة عن ابن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم، إن أُعطيت الجنة أُعطيتها وما فيها، وإن أُعذت من النار أُعذت منها وما فيها من الشر).
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.