السؤال رقم (1409) : أريد جواب قاطع وصريح وبدليل بيّن عن حكم المذي ؟

نص الفتوى:
السلام عليكم. أسعدكم الله وأعانكم. بحثت لأكتب سؤالي فوجدت هذه الخانة وإن شاء الله يكون سؤالي في مكانه..
1- ما حكم المذي؟ لأني أجد فيه مشقه وعمري 26 سنة ولم أتزوج خوفاً من هذا الأمر وما يحدث عند المداعبة والجماع ويأتي منه الفراش والثياب ومن هذه الأمور. سمعت من قال بطهارته ومن قال بنجاسته. واختلف العلماء بذلك ولا يوجد دليل صريح وواضح بنجاسته.
سألت أحد المشايخ وقال لي أنه طاهر ولا ينجس الثياب، ولكن يجب فيه غسل الذكر والوضوء
وقد أفتاه خطياً الشيخ ابن جبرين رحمه الله بذلك.
أريد جواب قاطع وصريح وبدليل بيّن لكي أكمل مستقبلي.. وأنه يخرج مني أحياناً أخرى البول مذي شفاف ويأتي وقت الصلاة فأغسل مكان خروجهم.. وأتوضأ للصلاة وفي أثناء الصلاة يخرج نقطة أو نقطتان من البول مخلوط بمذي بدون إرادتي وأكمل صلاتي ولا أفعل شيء وهكذا باقي الأيام.. وفقكم الله وسدد خطاكم.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الخلاف في حكم المذي ثابت بين أهل العلم، والجمهور يقولون بنجاسته، وهذا هو الراجح لما ورد من حديث سهل بن حنيف قال: كنت ألقى من المذي شدة وعناء، فكنت أُكثر من الغسل، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته عنه فقال: (إنما يجزئك من ذلك الوضوء)، فقلت يا رسول الله: كيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: (يكفيك أن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه)(رواه أبو داود والترمذي وصححه). وعن علي رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاءً فأمرت المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال:(فيه الوضوء)(متفق عليه)، وفي رواية عند مسلم (اغسل ذكرك وتوضأ). وهذا يفيد غسل الذكر كله.
فعليك ألا تكلف نفسك فوق طاقتها، بل عليك أن تعمل بما علمت كما فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما ما يخرج بعد البول فهو الودي، وهو عبارة عن نقط بيضاء تخرج في آخر البول، وهو نجس، ويجب فيه غسل الذكر والوضوء.
ووصيتي لك أخي الكريم بعدم الالتفات إلى الوساوس والخطرات التي تؤثر على عبادتك لربك، وتذكر قول الله تعالى:{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }(البقرة: 286)، وقوله { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }(التغابن: 16).
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.