السؤال رقم (1437) : كيف أحقق النية للصلاة، وللطهارة وغيرهما من العبادات ؟ 20 – 11 -1435 هـ
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ كيف أحقق النية للصلاة، وللطهارة، لأن هذا الأمر يرهقني جداً في استحضار النية وتعيين الصلاة التي أريدها وكذلك عند الغسل من الجنابة خصوصاً.. أرشدني إلى كيفية تحقيق النية المطالب بها شرعاً، وهل ما أفعله هذا تكلف أو وسوسة, وجزاكم الله خيرا. السائل: علاء جاب الله
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن النية محلها القلب لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى..)(متفق عليه). وكل عمل يقوم به الإنسان يحتاج إلى نية مخصوصة، مثال ذلك: أن المسلم عندما يريد أن يصلي يذهب ويتوضأ لأنه لا تصح الصلاة بدون وضوء، فإذا قام ليتوضأ فهنا تأتي النية، وهي أنك تتوضأ لتصلي ما افترضه الله عليك أو لأداء نافلة، وكذا عند إرادتك الذهاب لتصلي فإنك ما خرجت من بيتك إلا من أجل أن تصلي فريضة كذا استجابة لله.
وهكذا عندما تذهب للاغتسال إنما تغتسل من أجل رفع الجنابة عنك، ومن أجل أن تكون جاهزاً لأداء ما أمرت به سواء كان فريضة أو نافلة، وهكذا النية في سائر الأعمال.
والمسلم عندما يريد أن يعمل عملاً صالحاً كإخراج صدقة فإنما ينوي بها وجه الله تعالى، وهذا هو الأصل، أن النية محلها القلب، وأن الإخلاص مطلوب في كل عمل صالح. فالنية مبنية على ثلاثة أمور: نية العبادة، وهي أنك تتوضأ لأنها عبادة مأمور بها شرعاً، ونية أن تكون لله، ونية أنك قمت بها امتثالاً لأمر الله. وهذا أكمل شيء في النية.
وكل نية محلها القلب، ولا يطلع عليها إلا الله تعالى، وهو أعلم بنية عبده، وهو سبحانه لا يحاسب العبد يوم القيامة إلا على ما كان في قلبه، قال تعالى {يوم تبلى السرائر..}(الطارق)، وقال تعالى {وحُصِّلَ ما في الصدور}(العاديات)، ويكون على ذلك الثواب والعقاب. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)(رواه مسلم). ووصيتي لك بترك تلك الوساوس والخطرات، وأن تستعيذ بالله منها، فالشيطان حريص على إفساد كل عمل صالح تقوم به، ويريد أن يحبط همتك ويثبطك، فإذا جاهدته أعانك الله عليه، وإن استسلمت له أفسد عليك كل شيء. أسأل الله جل وعلا أن يصلح نياتنا وأعمالنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.