السؤال رقم (1697) : هل هذا القرض ربا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خير الجزاء عن الإسلام و المسلمين. ياشيخ هناك شخص يسكن مع عائلته المكونة من أمه وإخوته في منزل الأب رحمه الله وهو يسكن في غرفة واحدة ويعيل زوجة وولدين. هذا الشخص موظف وبالكاد يكفيه راتبه لإعالة عائلته. هناك برنامج إسكاني قامت به الدولة يتمثل في إعانة الموظفين ذوي الدخل المحدود بمبلغ مالي معتبر بشرط تكون هناك مساهمة هذا الموظف وقرض آخر من البنك ( بنك ربوي ). هذا الشخص حاول كل الطرق لعدم أخذ القرض والاقتصار على إعانة الدولة ولكن لا حياة لمن تنادي. اتصل بالبنك وحاول عدم أخذ القرض ولكن لا فائدة. المهم تمت العملية مع الإيضاح أن الشخص أخذ أقل قرض ممكن و الملف يدفع في إدارة أخرى غير البنك ( تابعة لوزارة السكن ) ولا يملك أي سكن آخر بمعنى أن هذا المسكن هو حقه في السكن. لذا هل هذا القرض هو ربا ياشيخ وإذا أراد أن يكفر عن ذنبه فماذا يفعل وبارك الله فيكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرد على الفتوى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالأولى في حقك أخي الكريم أن تجتهد لرد المبلغ الذي أخذته من البنك، ولو أن تقترض من أحد الأشخاص، أو تقوم بعمل جمعية مشتركة بينك وبين زملائك في العمل، أو ممن حولك على مبلغ مالي يساوي قيمة القرض، ثم تقوم بسداد هذا القرض ويكون عندك متسع من أجل سداد هذا المبلغ بدفع أقساط الجمعية لزملائك، أو أنك تقترض مبلغاً من المال، ثم تشتري به سلعة معينة مؤجلة، ثم تبيعها نقداً وتأخذ هذا المبلغ وتسدد مبلغ القرض، فإن لم تجد من يتعاون معك في ذلك من ناحية الاقتراض، أو عمل جمعية مع زملائك فاسع بقدر إمكانك من أجل سداد هذا القرض الربوي الذي يعود عليك بالخسران والوبال في الدنيا والآخرة؛ لقول الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) [البقرة: 276] وعليك بكثرة الاستغفار، والعمل الصالح؛ عسى الله أن يغفر لك ما وقعت فيه، وأكثر من الدعاء، واللجوء إلى الله من أجل إعانتك على سداد هذا القرض المحرم، وعليك بتقوى الله _تعالى_ فهي منجاة لك في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2_3].
وفقنا الله وإياك لكل خير، وأعانك على سداد دينك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.