السؤال رقم (1773) : هل يجوز لي شراء تلك العطور من هذا التاجر وتصنيعها وبيعها لمصلحتي؟.
السلام عليكم ورحمة الله حفظكم الله يا شيخنا أنا أتاجر في العطور، أشتري الزيوت الأصلية لهذه العطور ثم أضيف إليها بعض المواد الزائدة حتى تصبح عطورا صالحة للاستخدام حتى أستطيع أن أبيعها في فرنسا وهذه الزيوت التي أشتريها هي في الأصل زيوت أصلية لعطور شركات كبار متخصصة في صناعة العطور أو على الأقل تشابهها مشابهة كبيرة و أنا لا أشتري هذه الزيوت من هذه الشركات إنما أشتريها من تاجر آخر مستقل لا علاقة بينه و بين هذه الشركات الكبار فلا إذن لي من هذه الشركات الكبار أن أستخدم زيوت عطورها لصناعة عطوري ولكن هناك قانون عندنا في فرنسا هو أن هذه الشركات لها حقوق محفوظة على اسم الشركة و على أسماء العطور و ليس لها حقوق محفوظة على هذه الزيوت الأصلية لهذه العطور.. فهل يجوز لي أن أشتري هذه الزيوت من هذا التاجر المستقل دون علم الشركات الكبار؟ فهل يجوز لي أن أبيع عطوري دون أن أستخدم الأسماء المشهورة لعطور هذه الشركات بل أقول عطوري تشبه كبيرا هذه العطور المشهورة و لكن ليس هي هي؟ جزاكم الله خيرا.
الرد على الفتوى
فالذي يظهر أنه لا حرج عليك ما دام أن التاجر لا يعتدي على حقوق غيره ولا يستغلها لمصلحته الخاصة، فإذا كان الأمر كذلك فلا حرج عليك في شرائها منه وتصنيعها بالكيفية التي تراها ولا يكون فيها ضرر على أحد، وبيعها بأي مسمى آخر ترغب في وضعه على تلك العطور ما دام أنه ليس فيه اعتداء على حقوق الآخرين.
أما إذا كانت تلك الشركات تمنع بيع تلك الزيوت إلا عن طريقها فلا يجوز لهذا التاجر بيعها عليك أو على غيرك لقول الله تعالى [وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ](البقرة الآية87).
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) (رواه مسلم).
فإذا باع عليك أو على غيرك ثم صنّعتها وبعتها على الآخرين أصبح هذا من أكل أموال الناس بالباطل فاحذر من ذلك وأحرص على طيب مطعمك. وفقك الله لخيري الدنيا والآخرة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.