وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنصح الأخت السائلة ألا تتعامل إلا بما تتيقن من سلامته وعدم الدخول في الأمور المشتبهه، قال رسول صلى الله عليه وسلم:(إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام..)(متفق عليه)، ولما سُئل رسولنا صلى الله عليه وسلم اجعلني مجاب الدعوة قال:(أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة)(رواه الطبراني)، وهو حديث ضعيف، لكن معنى هذا الحديث ثابت في حديث آخر، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين وقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً وقال [ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يارب يا رب أشعث أغبر مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). ومثل هذه الأسهم محل شبهة حتى وإن لم يتم الاتفاق على فوائد ثابتة لأن هؤلاء لا يتورعون عن التعامل بالربا وغيره من المحرمات، وفي الحلال ما يغني عن الحرام.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.