السؤال رقم (1781) : كيف تكون الصداقة الصحيحة وماذا يجب على كلا الصديقين تجاه الآخر ؟بتاريخ 23 / 5 / 1436هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مشكلتي هي أن لدى صديقتين أعرفهما منذ عشر سنوات ودائما في شجار فإحدى هذه الصديقات واسمها نهى تحب صديقتها وتعمل لإرضائها في كل شيء فمثلاً تشتري لها الهدايا، والملابس، والعطور.. إلخ ، تقف مع صديقتها في كل المواقف التي تمر بها، تعطيها مشاعر الحب والاهتمام، ترسل لها الكلام الجميل في حين صديقتها ندى كانت تعطي مشاعراً ولكن ليس بالقدر الذي يريح نهى، فنهى تحب أن تشعر بحب صديقتها واهتمامها ولكن ندى تتصرف كيفما يحلو لها، إلا أن نهى تعرفت على صديقة جديدة وكانت من قبل تلك الصديقة سمر صديقة لندى، فأحبت نهى صديقتها الجديدة واهتمت بها وكذلك سمر أحبت نهى، لكن حدثت مشكلة أن ندى لم تعجبها تلك الصداقة لأنها أحست أن نهى لا تهتم بها والاهتمام قل، وبالتدريج ستتركها، قامت وأخبرت صديقتها نهى بما تشعر به ونهى أخبرتها أن سمر تعلم بحبها لندى وأن لا أحد يأخذ مكانها في قلبها فلا داعي للشك إلا أن الأمور تطورت فقالت ندى لنهى أن تختار أن تكون صديقتها أو صديقة سمر، حتى أن سمر غضبت من نهى لأن نهى لم تعطيها اهتمام ومشاعر على حد قولها, الآن نوعاً ما تصالحت نهى مع ندى ولكن نهى تحس بالجرح وبعدم الاهتمام من ندى، وندى تتعامل مع نهى بطريقة عادية تتصل على نهى وتخبرها بما حصل في يومها وعن صداقتها مع أخريات وعن حبها لهن واشتياقها لهن في حين أن نهى تحزن من ذلك كونها صديقتها ولا تعاملها مثلهن.. أفيدونى كيف تكون الصداقة الصحيحة؟ وماذا يجب على كلا الصديقين تجاه الآخر؟ وعلى ضوء هذه المشكلة أريد معرفة هل هذه الصداقة صحيحة أم لا ؟ وماذا يجب على كلاً من الصديقتين عملهما لتصحيح مسار هذه الصداقة . وجزاكم الله خيرا. السائلة: أم عمر
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن هذه الصداقة التي ذكرتيها في سؤالك إنما هي صداقة مؤقتة وليست دائمة، وأنها من أجل إضاعة الوقت وملء الفراغ، وهي التي يترتب عليها كثرة المشاحنات والخصومات والعداوات، فالسلامة في الابتعاد عن هذه الصحبة واجتنابها.
أما الصداقة الحقيقية فهي التي تكون مبنية على طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومبنية على الصدق والإخلاص، والمعاشرة بالمعروف، وحب الخير، وسلامة الصدر، والتناصح والتواصي بالحق. ومصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة) (رواه البخاري ومسلم).
ومن أجل تصحيح مسار هذه الصداقة فعليهما أن يلتزما بما أمر به الشارع الحكيم والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من الإعانة على الخير، وحسن الخلق، والمحافظة على حق الصحبة، والابتعاد عن المشاحنات والمخاصمات والعداوات، وأن تكون هذه الصحبة من أجل الله فقط حتى تستمر وتقوى، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)(رواه البخاري).
أسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فاعلمي أختي الكريمة أن هذه الصداقة التي ذكرتيها في سؤالك إنما هي صداقة مؤقتة وليست دائمة، وأنها من أجل إضاعة الوقت وملء الفراغ، وهي التي يترتب عليها كثرة المشاحنات والخصومات والعداوات، فالسلامة في الابتعاد عن هذه الصحبة واجتنابها.
أما الصداقة الحقيقية فهي التي تكون مبنية على طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومبنية على الصدق والإخلاص، والمعاشرة بالمعروف، وحب الخير، وسلامة الصدر، والتناصح والتواصي بالحق. ومصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة) (رواه البخاري ومسلم).
ومن أجل تصحيح مسار هذه الصداقة فعليهما أن يلتزما بما أمر به الشارع الحكيم والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من الإعانة على الخير، وحسن الخلق، والمحافظة على حق الصحبة، والابتعاد عن المشاحنات والمخاصمات والعداوات، وأن تكون هذه الصحبة من أجل الله فقط حتى تستمر وتقوى، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)(رواه البخاري).
أسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.