السؤال رقم (1803) : حكم الأكل مع اليهود
هل الأكل مع اليهود حرام أم حلال ؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد:
فأولاً : لا حرج على المسلم في الأكل من طعام غير المسلمين من الألبان ، والخضروات ، والفواكه ، والبقول ، وغير ذلك من أنواع الأطعمة ، باستثناء ذبائحهم فلا يباح منها إلا ذبائح أهل الكتاب : (اليهود والنصارى) ، لقوله سبحانه وتعالى : {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ } [المائدة: 5] . قال ابن عباس : ” طَعَامُهُمْ : ذَبَائِحُهُمْ}.
ثانياً : إذا كان طعام الكافر حلالا جاز الأكل معه ،لا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك ؛ كأن يكون ضيفاً ، أو لقصد دعوته إلى الإسلام ، ونحو ذلك ، مع بقاء بغضه في الله حتى يُسلم قال الله تعالى : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة : 8].
لكن يستثنى من ذلك إذا كان الكافر حربياً (وهو الذي ليس بينه وبين المسلمين عهد ولا أمان ولا عقد ذمة) فلا يجوز الأكل معه.
ثالثاً : لا يجوز للمسلم أن يجلس في مجلس تقام فيه شعائر الكفر وطقوسه ، فقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتجنبون حضور مجالس المنكر ، فقال تعالى مبيناً صفات عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) . والزور يشمل جميع أنواع المنكر .
فالجلوس معهم في حال آداء طقوسهم فيه مشاهدة وسماع للكفر والزور ، وهذا منكر لا يجوز الإقدام عليه ، لأن الجالس في مكانٍ يُفعل فيه المنكر مشارك للفاعل في الإثم إن استطاع تغيير المنكر ولم يفعل ، أو استطاع مفارقة المجلس ولم يفعل .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .