السؤال رقم (536) : حكم ما ينفق في وجوه البر من المال العائد من بيع مادة الشيرة (المسماة بالكيف). 21 / 9 / 1429
بسم الله الرحمن الرحيم ..أشكركم على هذه القيم الدينية التي تقومون بها ونشكركم كذالك على مجلتكم منار الإسلام التي تفيد عقول الشباب والقارىء بصفة عامة، سؤالي هو: عن مادة الشيرة المعروفة في المغرب (بالكيف) عن الإنسان الذي يتجر فيها والذي يزرعها في أرضه، معظم القرى في شمال المغرب تزرع الكيف مع العلم أن كل شيء مبني من مال الكيف مثلاً شراء الأضحية، الصدقة، بناء المساجد، الزكاة، والذهاب إلى الحج، إلى غير ذلك حتى لا أطيل عليكم أفيدوني في هذا ولكم جزيل الشكر.. أنتظر منكم الجواب و شكراً.. المعذب: أحمد العروسي .. من المغرب .
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كانت هذه المادة التي يزرعها أهل بلدك تسكر العقل فهي محرمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل مسكر خمر، وكل مسكرٍ حرام)(رواه مسلم)، وقال أيضاً(ما أسكر كثيرة فقليله حرام)(رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، وصححه الألباني في غاية المرام رقم58)، وعلى ذلك فلا يجوز زراعة هذه المادة، أو استعمالها أو بيعها، بل يجب التخلص منها.
ولا يجوز أيضاً صرف المال العائد من بيعها في أي وجه من وجوه الخير والبرِّ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)، وقال (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم]..)(رواه مسلم)، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأكل أو يشرب أو يلبس من المال العائد من بيع هذه المادة، وليعلم هؤلاء أن من يأكل من هذا المال ويعلم بتحريمه فقد دخل في وعيد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) (رواه الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 4519)، فليتق الله هؤلاء الناس وليحذروا غضبه وأليم عقابه، وليعملوا على تطهير أراضيهم من هذا الخبث لئلا تحل عليهم نقمة الله وغضبه، وليصلحوا ما أفسدوا وليتوبوا إلى الله تعالى فعسى الله أن يتوب عليهم وأن يمنَّ عليهم بالرزق الحلال الطيب.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.