السؤال رقم (3106) : كيفية رد المظلمة التي مضى عليها زمن ولا أستطيع الوصول لصاحبها .

السلام عليكم أود عن أسأل عن مظلمه فعلتها دون قصد في حق صاحب العمل الذى كنت أعمل لديه ولا أعرف كيف أرد المظلمة خصوصا أنى تركت العمل والبلد التي كنت فيها فقد كنت أخرج في وقت الدوام لقضاء مصالح شخصية لمده نصف ساعة أو ساعة دون علمه خصوصا أنه كان لا يوجد شغل أفعله نهائيا وقت الدوام فكنت أشعر أنني أضيع وقتي دون الاستفادة منه ولم أكن أعلم أن بهذه الفعلة أن جزء من مرتبي حرام كنت أعتقد أنه بما أنى لا أضر بمصلحته الخاصة فلم أضيع وقتي دون إنهاء ما ورائي من التزامات وأنا الآن لا أعلم أي طريقة للتواصل معه ولا أعرف مكانه لرد ماله أو طلب السماح فكيف يكون رد المظلمة وهل يعتبر التصدق عنه رد للمظلمة لأنى استحالهة أن أراه مرة أخرى؟

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعـد:
فأولاُ: خروج العامل أو الموظف أثناء عمله إلى بيته أو أعماله الخاصة في وقت الدوام لا يجوز سواء كان هناك عمل، أو لم يكن هناك عمل، لأن هذا الدوام ملك لصاحب العمل وهذا العامل أو هذا الموظف يأخذ عليه مقابلاً مالياً، فما دامت المكافأة مربوطة بزمن، فلا بد أن يستوفى هذا الزمن.
ثانياً: يستثنى من ذلك ما لو دعت الحاجة إلى خروج الموظف لعمل أو مصلحة يشق تأجيلها إلى ما بعد الدوام، فيخرج بإذن إدارته.
ثالثاً: من شروط التوبة مِن أخذ أموال العباد بغير حق التحلل من أصحابها: برد الحق إليهم، أو بنيل العفو والسماح منهم، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. أخرجه البخاري.
فإن كنت تعرف أن تصل إلى صاحب الشركة أو المؤسسة التي كنت تعمل بها فالواجب عليك أن ترد إليهم قدر ما أخذته منهم أثناء خروجك من الدوام، وتجتهد في تقديره بما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، والواجب أن يصل الحق إليهم بأي طريق، ولا يلزمك أن توصله لهم بنفسك، ولا أن تخبرهم بما صنعت. ولك كذلك أن تطلب العفو والصفح من الذين أخذت أموالهم، ولو دون أن تخبرهم بشخصك -كأن ترسل لهم رسالة بأن شخصا سرق منهم ويطلب منهم العفو -، فإن سامحوا فقد برئت ذمتك بذلك أيضا.
وأما إن كنت لا تستطيع الوصول إليهم: فإنك تتصدق عنهم بتلك الأموال، مع ضمانها لهم إذا أمكنك الوصول إليهم يوما من الدهر.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.