السؤال رقم (1458) : حكم من يتبع الجنازة باستمرار وكلما دخل المقبرة ذهب ليسلم على قريب له ؟ بتاريخ 15 / 7 / 1436هـ

نص الفتوى: ما حكم من يتبع الجنازة باستمرار وكلما دخل المقبرة ذهب ليسلم على قريب له ؟ .
السائل: طالب علم

 

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فزيارة القبور سنة أمر بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة”. رواه مسلم، فزيارة القبور للتذكر والاتعاظ سنة، فإن الإنسان إذا زار هؤلاء الموتى في قبورهم، وكان هؤلاء بالأمس معه على ظهر الأرض يأكلون كما يأكل، ويشربون كما يشرب، ويتمتعون بدنياهم، وأصبحوا الآن رهناً لأعمالهم، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر، فإنه لابد أن يتعظ ويلين قلبه ويتوجه إلى الله عز وجل بالإقلاع عن معصيته إلى طاعته، وينبغي لمن زار المقبرة أن يدعو بما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو به وعلمه أمته “السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم”.
ولا بأس كذلك من أنه كلما حضر جنازة أن يذهب ليسلم ويدعو لقريب له كأمه أو أبيه أو عمه ونحو ذلك لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأل الله عز وجل أن يزور قبر أمه فأذن له سبحانه وتعالى، واستأذن أن يستغفر لها فلم يأذن له. فدل هذا على أنه يجوز للإنسان أن يزور قبر أبيه، أو أمه، أو قريبه على وجه الخصوص.
لكن ينبغي ألا يشغله ذلك عن الأجر الذي جاء من أجله وهو اتباع الجنازة والانتظار حتى دفنها. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.