السؤال رقم (1478) : حكم الاجتماع للعزاء؟ وما حكم تخصيص ثلاثة أيام لذلك ؟ بتاريخ 16 / 8 / 1436هـ
ما حكم الاجتماع للعزاء وما حكم تخصيص ثلاثة أيام لذلك ؟ السائل: طالب علم
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالمقصود من الاجتماع للتعزية : أن يجلس أهل الميت ويجتمعوا في مكان معين ، بحيث يقصدهم فيه من أراد العزاء ، سواء اجتمعوا في بيت أهل الميت ، أو في تلك السرادقات التي يقيمونها لهذا الشأن وغيره .
وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم على قولين:
الأول : لا يرى الاجتماع لأجل العزاء ، وأن هذا الاجتماع مكروه ، وهو مذهب الشافعية والحنابلة وكثير من المالكية ، وصرح بعضهم بالتحريم .
وبهذا القول يفتي شيخنا ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول : ” بالنسبة لأهل الميت لا يشرع لهم الاجتماع في البيت وتلقي المعزين ؛ لأن هذا عدَّه بعض السلف من النياحة ، وإنما يغلقون البيت ، ومَن صادفهم في السوق أو في المسجد عزَّاهم ”
القول الثاني : أنه لا حرج من الاجتماع والجلوس للتعزية إذا خلا المجلس من المنكرات والبدع ، ومن تجديد الحزن وإدامته، ومن تكلفة المؤنة على أهل الميت ، وهو قول بعض الحنفية وبعض المالكية وبعض الحنابلة، وهو رواية عن الإمام أحمد واختار هذا القول شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
والأولى لطلاب العلم وأهل الفضل عدم الجلوس لأن الناس بالغوا في هذا الباب وأصبحت مناسبات وولائم بدل ما كانت عزاء ، وهنا لا يتحقق المقصود منها فسد الباب أولى.
وليس للتعزية وقت مخصوص ولا أيام مخصوصة، بل هي مشروعة من حين موت الميت، قبل الصلاة وبعدها، وقبل الدفن وبعده، والمبادرة بها أفضل، وتجوز بعد ثلاث من موت الميت، لعدم الدليل على التحديد.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.