السؤال رقم (1489) : المريض إذا لم يستطع الوضوء ولا التيمم فماذا يصنع ؟

مريض بالمستشفى على سرير المرض ملابسه نجسة ولا يوجد تراب ليتيمم كان وقت الظهيرة ولا يعرف ماذا يفعل وقارب العصر على الدخول هل يصلي أم يؤخر الصلاة حتى يزول العذر وما الدليل ؟ السائل : ربا سماره

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد:
فأولاً : لا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال ، بل يجب على المكلف أن يحرص على الصلاة في جميع أحواله ، وفي صحته ومرضه ؛ لأنها عمود الإسلام وأعظم الفرائض بعد الشهادتين ، فلا يجوز لمسلم ترك الصلاة المفروضة حتى يفوت وقتها ، ولو كان مريضاً ، ما دام عقله ثابتاً بل عليه أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته ، وأما ما يفعله بعض المرضى من تأخير الصلاة حتى يشفى من مرضه فهو أمر لا يجوز ، ولا أصل له في الشرع المطهر . وإن شق على المريض فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير ، حسبما تيسر له ، إن شاء قدم العصر مع الظهر ، وإن شاء أخر الظهر مع العصر ، وإن شاء قدم العشاء مع المغرب ، وإن شاء أخر المغرب مع العشاء .
أما الفجر فلا تجمع لما قبلها ولا لما بعدها ؛ لأن وقتها منفصل عما قبلها وعما بعدها 
ثانياً : يجب على المريض إذا أراد أن يصلي أن يجتهد في طهارة بدنه وثيابه ومكان صلاته من النجاسات ، ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه من النجاسات ، فإن كان لا يستطيع وعنده من يعينه على إزالتها تعين ذلك، وإن لم يكن صلى على حاله ولا حرج عليه لعموم قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} {البقرة: الآية 286} . والأفضل أن يجعل للصلاة ثوباً طاهراً إن لم يشق عليه ، وإلا عفي عنه . 
ثالثاً : إن عجز المريض عن الطهارة بالماء والتيمم سقطت الطهارة وصلى حسب حاله ، قال تعالى: 
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن الآية 16] ، وقال جل ذكره : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج الآية 78]. والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.