السؤال رقم (1501) : متى يرفع المصلي يديه عند قيامه للركعة الثالثة ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ عبدالله بارك الله فيك عندما يقوم المصلي للركعة الثالثة يكبر ويرفع يديه فما هو القول الراجح بالدليل في رفع اليدين هل وهو جالس قبل أن يقوم كما يقول الشيخ الألباني رحمه الله أو عندما يقف كما يقول بذلك الشيخ العثيمين رحمه الله. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السائل : ابراهيم

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأولاً : عنْ نَافِعٍ : (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) . رواه البخاري وبوَّب عليه بقوله : “باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين” انتهى .
وعليه فيسن رفع اليدين إذا قام المصلي من التشهد الأول إلى الثالثة , ثانياً : ظاهر الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه (إذا قام من الركعتين):أي أن رفع اليدين يكون بعد القيام ، وهو الظاهر من كلام العلماء أيضاً .
وقد اختار ذلك ورجحه شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله حيث قال في الشرح الممتع (3/214) : ” وعلى هذا ؛ فمواضع رَفْع اليدين أربعة : عند تكبيرة الإحرام ، وعند الرُّكوعِ ، وعند الرَّفْعِ منه ، وإذا قام من التشهُّدِ الأول ، ويكون الرَّفْعُ إذا استتمَّ قائماً ؛ لأن لفظ حديث ابن عُمر : (وإذا قام من الرَّكعتين رَفَعَ يديه ) ، ولا يَصدُق ذلك إلا إذا استتمَّ قائماً ، وعلى هذا : فلا يرفع وهو جالس ثم ينهض ، كما توهَّمَهُ بعضهم ، ومعلوم أن كلمة (إذا قام) ليس معناها حين ينهض ؛ إذ إن بينهما فرقاً” انتهى 
وقد اختار ذلك اللجنة الدائمة للإفتاء فقالوا أن الرفع يكون مع بدء الانتقال من الجلوس إلى القيام ، فقد سئلوا :
“ما هو صفة تكبيرة القيام من التشهد الأول ورفع اليدين هل يرفع يديه وهو جالس ثم يكبر وينهض قائماً ، أم لا يرفع يديه إلا بعد القيام ، وما هو الأرجح ؟
فأجابوا : “يشرع رفع اليدين في الصلاة عند القيام من التشهد الأول مع التكبير بعد البدء في الانتقال من الجلوس إلى القيام” انتهى . “فتاوى اللجنة الدائمة” (6/347) .
وعليه فالراجح أن رفع اليدين إنما يكون إذا استتم قائماً أو بعد البدء في الانتقال من الجلوس إلى القيام.
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.