السؤال رقم (2037): حكم التقدم بالأذان قبل التقويم. 23 / 12 / 1438هـ

فضيلة الشيخ / عبد الله بن محمد الطيار. سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ. أنا أعمل بوظيفة مراقب مساجد، ولاحظت أن بعض أئمة المساجد يتقدم في أذان الفجر دقائق، وكذا في أذان العشاء، وقد يصل ذلك إلى ثمان دقائق. ونصحت الإمام والمؤذن لكن لم يستجيبوا، فماذا أفعل؟ لأن بعض الناس قال: ان هذا خطير قد يترتب عليه أداء الصلاة في غير وقتها. فهل هذا صحيح؟ وما الذي تنصحون به؟ 

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: لقد حدد الله تعالى لكل صلاة وقتًا تؤدى فيه، لا تقدم عليه ولا تؤخر عنه بغير عذر، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء:103]، كما جاءت السنة مبينة وقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، ومن صلى الصبح أو العشاء قبل دخول وقتهما لم تجزئه، وعليه إعادتهما بعد دخول الوقت.
ثانياً: وقت صلاة الفجر والذي يبدأ من طلوع الفجر الثاني، وهو البياض المعترض في الأفق يمينا ويسارا هذا الوقت هو المطابق لما عليه توقيت أم القرى المعمول به في بلادنا وهو وقت الفجر الصحيح وكل ما أُثير حول تقويم أم القرى أن فيه تقدماً بثلث ساعة أو أقل غير صحيح جملة وتفصيلاً ولا ينبغي نقله ولا اشاعته ويخشى على من فعل ذلك لما فيه من التشويش والتلبيس على الناس في عبادتهم.
وقد كتب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -في حياته كتاباً بأن تقويم “أم القرى” صحيح ومعتمد، ولا غبار عليه وبعث -رحمه الله -لجنتيْن إحداهما في الصحراء بعيداً عن الأضواء والأنوار وأبلغوا سماحته -رحمه الله -أنهم رأوا طلوع الشمس وإشراقها على وفق تقويم أم القرى وليس فيه تقدُّم أو تأخُّر وإنما هو مطابق للواقع وصدرت الفتوى من سماحة مفتي عام المملكة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ بهذا الأمر كما صدرت التوجيهات من وزارة الشؤون الإسلامية والمساجد والدعوة والإرشاد بذلك ومحاسبة من يخل بهذا الأمر.
ثالثاً: يترتب على تقديم أذان الفجر أو العشاء عن موعده الذي حدد في التقويم مفاسد عديدة كصلاة النساء -في البيوت -حيث يصلي أكثرهن بعد الأذان مباشرة، ومبادرة أكثر المصلين بأداء سنة الفجر فور دخوله المسجد بعد الأذان مباشرة، وبذلك يكون قد صلى سنة الفجر قبل وقتها، وضاع عليه ثوابها، وطهارة الحائض والنفساء وعدم تمكينها من الصيام ذلك اليوم، لظنِّها أن الفجر قد طلع وهو لم يطلع في الحقيقة. 
رابعاً: ما تذكره عنهم يناقض تماماً ما يدعيه هؤلاء من أن التقويم متقدم فكيف يقولون إنه متقدم وهم يتقدمون عليه ويؤذنون قبل الوقت في صلاة الفجر ويصلون أليس ذلك من الباطل والبهتان ولكنه الهوى عياذاً بالله.
خامساً: ما قام به الإمام والمؤذن في بعض المساجد بالأذان قبل دخول وقت الفجر والعشاء بحوالي ثمان دقائق أو أقل أو أكثر ما قاموا به هو منكر عظيم لا يجوز فعله، ويجب الإنكار على فعلهم، وهذه الصلاة التي صلوها قبل الوقت باطلة ولا تسقط عن ذمتهم، فإذا صليت الفجر قبل طلوع الفجر ووقتها المعمول به في تقويم أم القرى أو العشاء قبل غياب الشفق فالصلاة باطلة، وعليهم أن يعيدوها هم ومن صلى خلفهم ولا تبرأ الذمة إلا بإعادتها ولا يجوز لهم أن يصلوها قبل الوقت أبداً بل هم آثمون وعليهم التوبة من ذلك وأن يتقوا الله، وألا يعودوا لمثل هذا العمل، وعليك بنصحهم وتوجيههم فإن لم يستجيبوا فأبلغ الجهة المختصة. أسأل الله تعالى لنا ولهم الهدية والتوفيق. والله المستعان. 
والله أعلم. وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمَّدٍ وعلى آله وصحبه.