السؤال رقم (3031): حكم ترك الصلاة بسبب الوسوسة: 19 / 3 / 1439 هـ

السلام عليكم ماذا لو شخص كان موسوس طهارة وتوقف عن الصلاة بسبب هذا وبعدها شفي من هذه الوسوسة لكن لم يبدأ يصلي بسبب كسله وغيره وهل يعتبر تركها كلياً؟

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأولاً: الصلاة من أعظم الأعمال، وآكد الفرائض، وتركها كفر كما دلت عليه النصوص
، ولا يُعذر المسلم بترك الصلاة في أي ظرف أو حال كان فيه، إلا من غاب عقله – أي: أغمي عليه -، وأما إذا كان عقله معه فلا يحل له أن يؤخر الصلاة ، بل يصلي على حسب حاله ، ولو بالنية ، حتى لو – فرضنا – أنه لا يستطيع أن يتحرك : فعليه أن ينوي بقلبه التكبير والقراءة والركوع والسجود.
وتوقفك عن الصلاة حال إصابتك بالوسوسة في الطهارة كان خطأ منك يلزمك التوبة إلى الله تعالى منه والإكثار من نوافل العبادات، لأن الوسوسة ليست عذراً في ترك الصلاة.
وما دام أن الله عافاك من مرض الوسوسة فالواجب عليك أن تشكره وأن تؤدي حقه لا أن تترك الصلاة { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [سورة إبراهيم الآية:7].
وإني أخشى عليك إن واظبت على تركها أن تعود إليك الوسوسة وأن يتمكن منك الشيطان الرجيم فبادر بآداء الصلاة في وقتها في المسجد مع الجماعة.
ثانياً: اختلف أهل العلم في كفر تارك الصلاة كسلًا؛ فمنهم من حكم بكفره كفرًا أكبر مخرجًا من الملة، ولو بترك صلاة واحدة، ومنهم من قال بإسلامه، وأنه من جملة العصاة، ومنهم من فرق بين الترك للصلاة بالكلية فيكفر، ومن يصلي أحيانًا ويترك أحيانًا فلا يكفر.
والذي أرجحه هو التفصيل بين من يتركها بالكلية فيكفر، وبين من يتركها أحيانًا ويصلي أحيانًا فلا يكفر، لكنه على خطر عظيم لأنه ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب بسبب تركه فريضة من فرائض الصلاة ويخشى عليه من أن يختم له بخاتمة سوء نسأل الله العافية.
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.