السؤال رقم (3127) : حكم صلاة من ينسى لكبر سنه .

والدتي مصابة بجلطة في الدماغ وعلى أثرها أصبحت طريحة السرير وهي فيه منذ خمس سنوات في أول ثلاث سنوات تؤدي الصلاة قاعدة ولكن اخر سنتين أصبحت تصليها وتلتفت أثنائها والأن هي بالمستشفى أثر التهاب في الدم وتتلكم لكن تنسى بعض المرات أبنائها ثم تذكرهم مرات وحين نذكرها بالصلاة لا تعيرنا أي اهتمام ولم تؤدي الصلاة هل عليها شيء ونشك في إدراكها للأمور

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأولاً: إذا كانت أمك لا تستطيع الصلاة بسبب كبر سنها ونسيانها، فإن الصلاة تسقط عنها ولا قضاء عليها، وإذا كان عقلها يذهب ويعود إليها في بعض الأحيان فإنه يلزمها الصلاة التي أدركتها وهي بعقلها فقط، لأن الصلاة لا تسقط عن الشخص ولو كبر في السن وبلغ ما بلغ من الضعف ما دام إدراكه وعقله باقيين، وتصلي على الهيئة التي يمكنها بها أداء الفرض: قائمة أو قاعدة أو على جنب أو مستلقية تومىء إيماء حسب قدرتها، فإن لم تستطع الإيماء كفاها إجراء أفعال الصلاة على قلبها لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب). رواه البخاري. 
ثانياً: المطلوب منكم أيها السائل أن تعينوا والدتكم على أداء الصلاة في أول الوقت أو في أثنائه حسب الإمكان، ولا عذر لها في ترك الصلاة بالكلية ما دامت بعقلها وتدرك حقيقة الصلاة. فإن كان عقلها قد تغير من الخرف حتى صارت لا تعي ما تقول، فإن القلم يكون قد رفع عنها، لما رواه أصحاب السنن والدرامي وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق). وفي رواية: (وعن المعتوه حتى يعقل). وهي في هذه الحالة مثلهم.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.