السؤال رقم (111) : (ضاع مستقبلي وهدمت أسرتي ومحبط ويائس جداً) بتاريخ : 21 / 7 / 1429هـ

لقد رسبت أربع سنوات في الكلية، أنا الآن أدرس في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر من عام 2001 إلى الآن وبقي عامنا أي سأجتاز الكلية بعد دراسة 9 سنوات حدثت لي أمس حال رسوبي انتكاثة كبيرة فقد ضاع مستقبلي وهدمت أسرتي ومحبط ويائس جداً، وأنا الآن أتعاطى مخدرات، لقد ضاعت صحتي وليس عندي أي شيء من عزيمة أو صحة يا الله..!! السائل: أشرف النجار

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاحمد الله أخي الكريم أنك حيٌ ترزق ولم تمت على معصية الله تعالى، فهل حزنك على الرسوب في امتحان الدنيا أشد من حزنك على الرسوب في امتحان الآخرة عندما تلقى الله تعالى وأنت مفلس من الأعمال الصالحة ومحمل بأوزار كالجبال.
ووصيتي لك بعدم قول ضاع مستقبلي، فهذا ينافي كمال الإيمان، فالمستقبل بيد الله تعالى، والمستقبل لخلق الله جميعاً ـ الجنة أو النار ـ فهل يسرك أن تكون من أهل النار بتفريطك في حق ربك، وحق نفسك، وحق أهلك؟ أم يسرك أن تكون من الصالحين الذين يتزودون من العمل الصالح، والذين يأخذون بالأسباب الشرعية من أجل الوصول إلى مرضات الله وجنته؟.
فاحذر أخي الكريم من الانسياق وراء وساوس الشيطان ومكايده، وعليك بالاستعاذة بالله منه، والإقبال على طاعة الله تعالى وذلك بالمحافظة على الصلوات الخمس في بيوت الله، والإكثار من النوافل، وقراءة القرآن الكريم بتدبر، والعمل بأوامره ونواهيه، والاقتداء بخير البرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، فالسعادة والنجاة في ذلك، وعليك بالإكثار من التوبة والاستغفار ولزوم مجالس العلم ومصاحبة الصالحين، والاستفادة من مجالسهم الطيبة، وعليك بالابتعاد عن رفقة السوء وترك المخدرات، والحذر من الاستسلام لتلك الأمور لكي تنجو بنفسك من همّ الدنيا ونكدها والعذاب الأليم في الآخرة.
واستمع لقول الله تعالى لكي تعلم فضله عليك، وحتى تأخذ بالأسباب التي فيها السعادة لك في الدنيا والآخرة.
قال تعالى[وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..]، وقال[..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً]، وقال [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً](الطلاق)، وقال تعالى [قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ](الزمر)، وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي..](رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع). فعليك بالرجوع إلى الله، والتضرع بين يديه، وسؤاله الهداية والتوفيق والإعانة، ولا تجعل اليأس يتملكك فإن الله تعالى قال [إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ](يوسف).
فعلق قلبك بربك، وتوكل عليه، واستعن به على أمورك، وخذ بالأسباب التي تفتح لك أبواب الخير، وإن كنت رسبت في الجامعة فأمامك أبواب أخرى كثيرة يمكنك من خلالها طلب الرزق. وفقك الله لكل خير ويسر لك أمرك وشرح صدرك وعوضك خيراً مما كنت ترجو، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.