السؤال رقم (1832) : الحلف بالطلاق …

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: سيدي لقد حلفت يميناً بالطلاق بالثلاثة وأنا في ثورة غضب شديد أثناء مشكلة مع عائلتي وذلك بأن قلت بالضبط (عليّ الطلاق بالثلاثة إنني لن أتدخل بشؤون العائلة بعد اليوم، وأقصد عائلتي (أبي وأمي وأخواتي)، هذا ما قلته، ويا سيدي أنت تعلم هذه عائلتي وأنا أكبر إخوتي وأكثرهم علماً من فضل الله ومعروف بين الناس، وأنا أرى مثلاً أحد أخواتي يرتكب الخطأ ولا أستطيع عمل شيء، هذا مع العلم أن خطيبتي أو زوجتي وأنا كتبت عليها كتابي عند الشيخ وفي المحكمة، ولكن لم نعمل العرس ولم أدخل عليها حتى الآن، كما أنني قبل المرة قد فسخنا الخطوبة وخلعتها من عصمتي لمرة واحدة، ثم أرجعتها إلى عصمتي بكتاب جديد.
وأنا الآن أتعذب من الأمر ولا أتدخل بأمور العائلة، ولم أعلم خطيبتي بالأمر واستشرت أحد الشيوخ بالشام وقال: أن اليمين يقع إذا ما نفذته، وشيخ آخر في الشارقة قال لصديقي أنه طلاق بدعي.. أفدني سلمك الله، وأنا أنتظر ردكم بأسرع وقت، جزاكم الله كل خير.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فمن حلف بالطلاق أن يفعل كذا أو لايفعل كذا، أو منع نفسه أو زوجته أو أولاده من أمر أو طلب وكان قصده في يمينه الحث والمنع ولم يقصد إيقاع الطلاق فالصحيح من كلام أهل العلم أن هذا يمين وتجب فيه الكفارة، قال تعالى:(لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة:89)، ولقوله صلى الله عليه وسلم:{من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأتها وليكفر عن يمينه}(رواه مسلم).
وإن كان قصده في يمينه إيقاع الطلاق وتدخل في شؤون عائلته وقع الطلاق؛ فإن كان القصد إيقاع الطلاق فلا تتدخل في شؤون عائلتك ويمكن لك إنابة أحدٍ عنك في التدخل والإصلاح، وعليك أن تبتعد عن هذه الألفاظ في حل مشاكلك حتى لا توقع نفسك وزوجتك في الحرج، ولك طرق كثيرة لعلاج ما يحصل من مشكلات بغير ألفاظ الطلاق، ولو راجعت المحكمة الشرعية وعرضت الأمر عليهم لكان ذلك أسلم لك وأبرأ لذمتك،وفقك الله لكل خير ويسر لك أمرك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.