السؤال رقم (1859) : العلاقة بين الخطيبين.

السلام عليكم، يواجهني دائمًا سؤال من قبل المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات الأجانب وهو عن الزواج، أخبرتهم أننا لا توجد عندنا علاقات محرمة بين الجنسين وتعارف وخروج مع بعض وذلك للمصلحة العامة ولدرء المفاسد فيقولون كيف إذا أراد الزواج منها؟ هل يكتفي بنصف ساعة للحديث معها أم ماذا؟ وكيف يعرف نفسيتها وأسلوبها؟ كيف يرتبطون مع بعض بمجرد نصف ساعة حديث مع بعض؟ هذه النصف ساعة ليست كفيلة بأن تبين لي البنت وشخصيتها؟ أتمنى أن أجد جوابًا لهذا التساؤل وجزاكم الله خيرًا .

الرد على الفتوى

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فمن محاسن شريعة الإسلام التي جاءت بكل ما فيه صلاح العباد وسعادة المجتمع في العاجل والآجل أنه أباح للخاطب أن ينظر إلى خطيبته في حدود الوجه والكفين ليرى منها ما يرغبه في نكاحها ولكن ذلك مشروط بأن يكون جادًا في خطبتها، ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه: أن رجلاً تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا» . وجاء في السنن من حديث المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» أي تحصل الموافقة والملاءمة ويدوم النكاح بينكما، هذا هو الطريق لمعرفة جمالها وصحتها وسلامتها من العاهات. أما معرفة أفكارها وثقافتها وأخلاقها فيكون بسؤال أهل الثقة والخبرة ممن يعرفونها عن قرب أو بمعرفة ذلك بنفسه حين محادثتها مع وجود محرمها.
ولا يجوز بحال أن يجالسها من دون محرم لأن هذا خلوة محرمة والرسول صلى الله عليه وسلم حذر منها أشد التحذير فقال:« إياك والخلوة بالنساء فوالذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان بينهما » وقال صلى الله عليه وسلم : « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِيْ مَحْرَمٍ» رواه البخاري ومسلم
ونحن يا أخي الكريم نعيش بين طرفي نقيض في هذا الباب، فمن الناس من يمنع الرؤية نهائيًّا ويعتمدون على وصف الواصفات اللواتي إن أحببن أسرفن في المدح وإن كرهن أسرفن في الذم والمقياس مقياسهن لا مقياس الخاطب، وبين أقوام أصبحوا يسمحون للخاطب أن يعيش معها أيامًا ويسافر بها لكي يتعرف عليها وتتعرف عليه ويقعون في الأمر المحرم، وكلاهما خطأ ومخالف للشرع، فالمستحب أن يراها رؤية شرعية ومن خلالها هذه الرؤية يتحرك قلبها وقلبه ويميلان لبعض أو بالعكس، وهذا لون من المودة التي أشار إليها القرآن، فسبحان من جعل هذه الشريعة محققة لمصالح العباد، فمن عمل بها نجا ومن حاد عنها هلك.
وفقنا الله وإياك لكل خير وصلى الله وسلم على نبينا محمد