السؤال رقم (286): كثرت المشاكل وانقلبت الفرحة تعاسة بيني وبين زوجي، فما العمل؟ 13 / 1 / 1429
السؤال رقم (286) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أنا متزوجة من أكثر من ثلاث سنوات كانت بداياتها حباً ومودة ثم أهملنا ديننا وغرقنا في مشاكلنا الدنيوية والمادية وتركنا الشيطان يتحكم في زواجنا فكثرت المشاكل والوساوس وانقلبت الفرحة تعاسة فبدأت أراه مهموما يحب العزلة، استعذت بالله من همز الشيطان وبدأت أواظب على صلاتي, بعد مدة قصيرة أخبرني زوجي أنه لم يعد يحبني بسبب غيرتي المرضية ومنذ أن كثرت الخلافات, ويرى أن الطلاق حل أمثل لنا لأننا سنكون تعساء. مع أنه لا زال يعاملني بكل حنان ولا يقوى على رؤيتي حزينة ولا يتحمل رؤية دموعي. أخذ زوجي يفكر في بعده عن الله وصار يرجع عن ذلك شيئا فشيئا. لكنه لا زال مصراً على ما أخبرني إياه. ما العمل فقد ترك لي الخيار بين أمرين, لا أريد الطلاق فأنا أحبه كثيرا وفي نفس الوقت لا أريد أن أجبره على العيش معي, فهل هذا من عمل الشيطان الذي لا يريدنا أن نرجع إلى الله ويريد التفرقة بيننا. هل هذا الهمّ ناتج عن إهمالنا لصلاتنا, فهل هذا غضب من الله والعياذ بالله, هل أوافقه فيما قال جزاء لغيرتي واتباعي لوسوسة الشيطان؟ هل أصبر وأنتظر فرج الله تعالى لأن ما يحسه زوجي من هم وتعاسة نفخ من الشيطان؟ أستغفر الله وأتوب إليه إنني كنت من الغافلين..
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعليكِ أختي الكريمة أن تجتهدي أنتِ وزوجكِ في إصلاح العلاقة بينكما، وذلك بالحرص على طاعة الله ومرضاته، وأداء حقوقه الشرعية من محافظة على الصلاة وقراءة القرآن وتعلم العلم الشرعي وصلة الأرحام وقيام الليل وذكر الله وغير ذلك من الطاعات التي تعلق القلب بالله وتزيد في إيمانه، والبعد عما يسخطه عنكما من النظر إلى المحرمات وسماع المنكرات من أغاني وغيرها، والوقوع في الكذب والغيبة والنميمة وأكل المال الحرام من رشاوى وربا وغير ذلك، لأن ذلك كله له أثر في حياتكما، قال تعالى [كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (المطففين)، وقوله [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ](الشورى)، وعليكما بالنظر الصحيح إلى أهمية العلاقة بينكما وأنها بنيت على المودة والرحمة، وعليكِ أنتِ أيضاً بعدم الشك في زوجكِ، والإقلال من الغيرة المضرة لئلا تفسد عليكما حياتكما، وتذكرا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشيطان عندما يبعث سراياه من أجل إفساد المسلمين، وذكر قوله (.. ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيقول: نعم أنت أنت، فيدنيه منه)(رواه مسلم). أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكما وأن يؤلف بين قلوبكما وأن يعيذكما من نزغات الشيطان ونفثه، وأن يعينكما على كل خير.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.