السؤال رقم (307) : هل أنا أغضب ربنا لأني مؤمنة بالتعدد بس مش قادرة عليه؟. 14 / 3 / 1430
السؤال رقم (307) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا متزوجة منذ 13 سنة ولي طفلين وأحب زوجي بعد ربي ورسولي لدرجة أني أحبه أكثر من أبنائي مع إن ربنا رزقني بهم بعد 6 سنين حرمان وهو يستاهل هذا الحب، اتفقنا من أول زواجنا نعين بعض على رضا الله ومررنا بمحن كثيرة، المهم أنه تعرف على سيدة أجنبية وأعجب بها وصارحني، وزوجي يتمتع بالقدرة الجسدية والطاقة الزائدة والحمد لله في السنوات الأخيرة ربنا يسر لنا الرزق فقلت له تزوجها، والتعدد أنا أؤمن أنه من شرع الله، ومادام ربنا أحل التعدد والطلاق يكون في نساء تقدر زوجها يتزوج عليها وتستمر ونساء لا تطيق ذلك وتختار الطلاق فلا ضرر ولا ضرار .. وتزوجها ولم أستطيع التحمل ولم أستطيع فراقه فلجأت للدكاترة النفسيين وعشت بالمهدئات ثم طلقها ثم تقابل مع خطيبته الأولى ومن اللحظة الأولى قالت له إنها مطلقة وإنها مازالت تحبه وتنتظره وهم بينهم سنوات حب سابقة وصارحني زوجي وقلت نفس الرد وتزوجها وقال اختاري أي حل إلا الطلاق وأنا الآن أتعذب .. مش قادرة أعيش في هذا الوضع وأخاف حتى هو يعرف مدى جرحي خوفا مني أن يتعاطف معي ويطلقها مع العلم أن الزوجة الأجنبية لست أنا السبب في طلاقها ولكن الآن ماذا أفعل؟ أنا واثقة أنه لو عرف مدى كسرة قلبي سيطلقها فهو يعرف أنه حياتي وأني لا أستطيع أن أعرف أن له رغبة في أي شيء ولا أفعل ما في وسعي لتنفيذه مادام لا يغضب الله وهو قال لي إنه يريدها ولكن مستعد يطلقها من أجلي وأنا رفضت وقلت لا أتحمل وزركم ثم إنه لا يرضيني أن بعد كل هذا الحب أكون مجرد اختيار منه للعقل والتقدير ورجعت للمهدئات، بس أنا عايزة أعرف أنا كدة بغضب ربنا؟ لأني مش قادرة أتحمل شيء ربنا أحله وأنا أسمع ابتلاء ربنا لعبيده قلت الحمد لله إن أنا المبتلية ولم ينزل الابتلاء على أحد أولادي أو زوجي .. طيب لو قلت في زوجة زوجي حسبي الله ونعم الوكيل لأنها فتحت نار عليه يبقى حرام علي؟ وأدعي أقول إيه علشان ربنا يجعل لي مخرج؟ ولو مش قادرة أعيش مع وضع زواج زوجي ومش قادرة على الطلاق أعمل إيه؟ بس يرضي ربنا ويريحني، ومرة ثانية: هل أنا أغضب ربنا لأني مؤمنة بالتعدد بس مش قادرة عليه؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أنكِ على خير إن شاء الله، وما دمت أنكِ قدمت رضا زوجكِ بزواجه من أخرى طلباً لرضا الله تعالى فأبشري بالخير والثواب الجزيل من رب العالمين، قال تعالى [مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ](النحل)، وعليكِ بكثرة الصلاة والتضرع إلى الله أن يقوي إيمانكِ وصبركِ فما خاب من دعا ربه ولجأ إليه في أموره، قال تعالى [وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ](البقرة)، وستجدين الراحة والسكينة والاطمئنان لأن المؤمن دائماً مبتلى والشيطان يريد أن يضيع أجركِ بالتسخط من أقدار الله، فالزمي طاعة ربكِ وطاعة زوجكِ وارضي بقدره، ولا تضيعي أجرك بالدعاء على زوجته الأخرى فليس لها ذنب في ذلك إنما هي إرادة الله تعالى ومشيئته، فما عليكِ إلا الصبر وسوف يعوضكِ الله خيراًَ في الدنيا والآخرة، قال تعالى [وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ](البقرة).
أسأل الله تعالى أن يقوي إيمانكِ وصبرك، وان يعوضك الجنة بإذنه وفضله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.