السؤال رقم (3292) : هل يجب على اللقيط البر بأمه؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فضيلة الشيخ: هل يجب على اللقيط البر بأمه إذا تأكد أن هذه أمه وهي قد رمته منذ صغره؟ أم أنها تعتبر جانية عليه ولا تستحق البر؟ وجزاكم الله خيرا..
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحق الوالدين في الإحسان والبر لا يسقط ولو وقعا في كبائر الذنوب، وحتى لو كانا مشركين، فقد أمر الله تعالى بذلك في قوله تعالى: [وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً](سورة لقمان).
فهذه الأم إن كانت أمه حقيقة فعليه أن يبرها وإن كانت أخطأت بإلقائه وهو صغير لعذر يعلمه الله، ولا ينبغي لهذا الولد أن يقصر في حقها، بل عليه أن يتجاوز عن فعلها وأن يحسن صحبتها، وليعلم أن الجنة عند قدميها، وعليه أيضاً أن يدعو لها بالعفو والمغفرة عسى الله أن يتوب علينا وعليها وعلى سائر المسلمين.
أما إن كان هذا الولد من الزنا فليست أمه حقيقة ولا يلزمه أن يبرها، والأمر يختلف في كونها ذات زوج أو ليست بذات زوج، وهذه مسألة أخرى لها أحكامها من حيث المحرمية والتوارث، والأمر يختلف تماماً عما إذا كانت أمه، لكن رمته لخلاف بينها وبين زوجها مثلاً، أو لأمر آخر. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.