السؤال رقم (3291) : أريد رأى الدين لحل هذه المشكلة…

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يا رب رسالتي تصل للشيخ لأني أريد رأى الدين في حالي.. أنا بنت 22 سنة خرجت للعمل وسافرت لأعيش بعيداً عن أهلي مع بنات ليسوا بملتزمات ولكني أحاول أن أتقرب من الله طوال الوقت. حاولت العمل بجوار البيت لعلمي وإيماني أن البنت يجب أن يحافظ عليها داخل بيتها ولكني لم أحظ بهذا لأنه يجب أن يخرج أحد ليساعد والدتي المريضة على إعانة إخواني الخمس حيث أن 85% من دخل البيت مني وأعيش حياتي على أمل أن أنقذهم مما هم فيه وأريح أمي اللي تعبت أوي طول عمرها ولم تعيش يوماً واحداً فيه راحة، لذلك تحملت عبء إخواني لذلك خرجت للعمل بعيدا عن بيتي حيث أنه لم يعد لي مكان في البيت حيث أنا البنت الوحيدة، ولكن ليست هذه مشكلتي أنا..أفعل كل هذا لأني أعشق أمي وسأفعل أي شيء لأرضيها.
الحمد لله على إسلامي فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة في غير الإسلام أذله الله..ولكني في لحظة شيطانية ابتغيت العزة في غير الإسلام إني مذنبة وأخشى غضب الله فوالله أسألكم أن لا تأخذكم بي رحمة أو شفقة والله أنا أبكي ليلا ونهارا..تعرفت على شاب هو مديري كان خائفا جدا من الشغل فوقفت بجانبه حتى سار أحسن مدير في الشركة ولكن الثمن غالى فلقد وقعت في حبه مع العلم أنى أؤمن أن البنت لا يجب أن تفعل ذلك وكان هذا أول سبب منعني من حضور المحاضرات في الجامعة خشية وقوعي في التعرف على شباب..المهم أني في لحظة تخليت عن كل ما أؤمن به وأحببته وجريت وراء وهم شيطاني لا وجود له في الحرام اسمه الحب، ولكني أقسم أحببته حقا وسعيت وراء كل شيء لأجعله سعيدا ولكنه كان في إحدى الدول الأجنبية لعدة سنوات وتزوج من أجنبية من قبل ولكنه طلقها عندما رجع إلى مصر حيث أنه لم يعلم متى سيرجع.المهم أنه أقنعني أن الحب بالنسبة له يجب أن يكون مثل العلاقات الأجنبية (أتمنى أن تكون عرفت يا شيخ ماذا يعني) ولكني كنت في حالة حب كما يسموها. ولكنه قال لي إن هذا ما فعله مع زوجته المسيحية الأجنبية قبل أن يتزوجها لمدة سنة . المهم فعلت ما أراد ولكن والله كنت كثيرا ما أرجع إلى الله وأندم كثيرا على ما فعلت . في الأول طلب مني أن أكون جميلة لأكون فتانة حيث أني كنت أخشى الفتن فكنت لا أهتم بمظهري الخارجي حتى لا يعجب بي أحد، فأقنعني بلبس الملابس الملفتة وأن أتدلع معه، مع العلم أن ثلاثة من زملائي في العمل تقدموا لي قبله لحسن سمعتي في مكان تكثر فيه المعاصي وبعيدة عن أهلي ولكني التزمت (وأدعو الله أن يبعدني عنه) ولكني رفضت لأنهم ذووا همم دنيوية سفلى ولا يغيرون على الإسلام ولو حتى بالكلام، وأنا حلم حياتي أن أنصر الإسلام … ولكني أزللت نفسي لهذا الرجل. المهم أنه قال لأمه أنه يعرف فتاة ويحبها ولكن أمه تغيرت عليه جدا وأعتقد أنها مسيطرة وأعوذ بالله لو في هذا غيبة عليها ولكني أحاول أن أقول لك الموقف .المهم أنها رفضت وحدثت بينهما مشكلة وعندما علمت قمت بالفور بالاتصال بها حتى لا تغضب عليه ولكني علمت أنها ستكون صعبة. المهم شرطها أن أقابلها في أسرع وقت، وفعلا قمت بذلك في وسط امتحاناتي وبالرغم جريى لها حتى أقابلها: رفضتني وقالت لابنها أنها لا تريدني مع أنها لم تتكلم معي،المهم ظللت أطلب منه أنه يجب أن نتزوج. فأحس أنى حقا أحبه وأنى على استعداد لأفعل أي شيء من أجله. جاءت أخته للفسحة لمدة ثلاثة أيام فقابلتها وأحبتني، فلما علموا أنه ما زال متمسك بي قرروا أن يأتوا ليروا أهلي، ثم جاءوا لبيتي فوجدوني في مسكن بسيط في منطقة ليست بمنطقة هاى كلاس كما قال لي وبالرغم من إعجاب أبيه بأبي البسيط ولكنهم أهانوني في كل شيء، وكان يوم عيد الأم فأحضرت لأمه هدية كما فعل هو ولكن هديتي كانت رخيصة لم أستطع إحضار شيء غالي فأرجعوا لي الهدية. المهم ظل متمسك بي ولكنه أقنعهم أنه تركني، المهم أنهم افتروا علي بالكلام مع ابنهم حتى يكرهني وبالفعل كرهني مع إقراره أني لم أفعل شيء. المهم أن عمه جاء من الخارج فطلب منى أن أقابله ففعلت وكانت أخته الصغيرة هناك، ولقد قابلتني مئة مرة عندما ذهبت لأسلم عليها سلمت علىّ بكل تعالى فهي 17 سنة مع أني والله لم أفعل لها شيء أقسم بالله ولقد طلبت من عمها أن يمشوا جميعا ولم يمكثوا أكثر من 10 دقائق عندما حضرت. وكان عمها آخر أمل لي حيث إنه عادل في كلامه. أنا كنت مع هذا الفتى لمدة سنتين ونصف، المهم أنه أخيرا تركني. وإني أعلم أن من بنى بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ انهار به في نار جهنم. أريد أن أعرف الآن هل هم فعلا ظلموني أم ماذا؟ إني أخشى غضب الله كثيرا ولكني لا اعرف ماذا أفعل. مع العلم أن أبيه ذهب للعمرة العام الماضي ولكنهم من أسرة كبيرة يسكنون في منطقة غنية. أرجوكم أفيدوني أرجوكم..

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيا أختي الكريمة لقد أوقعت نفسك في ذنب كبير يحتاج إلى التوبة الصادقة، ويحتاج منك أيضاً أن تصلحي أحوالك مع ربك بالإقبال عليه والالتزام بطاعته وترك معاصيه، وإذا صدقتِ في توبتك تاب الله عليك، قال تعالى: [وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً](سورة الفرقان).
وأما بالنسبة للعلاقة مع الرجل فهي مبنية على الظلم والخيانة وعليكما بإصلاح ما أفسدتما وذلك بالزواج إذا صدقتما في توبتكما، ولو بأن يوضح ذلك لأهله حتى يعلموا بعظم الجرم الذي وقعتما فيه.
وأما إذا ترككِ وابتعد عنكِ وانقطعت العلاقة بينكما ولا سبيل إلى رجوعها بإصلاح ما فسد، فما عليك إلا أن تكثري من التوبة والاستغفار والعمل الصالح، وأن تحرصي على طاعة ربك والإلحاح عليه أن يمن عليك بالهداية وزيادة الإيمان وأن يرزقك التقوى وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي تقر به عينك.
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولكِ، وأن يمن عليك بالهداية والرشاد وأن يرزقك الزوج الصالح الطيب.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.