السؤال رقم (3317) : هل يجوز لها أن تكتب رسالة تشرح حالها مع هذا الرجل..؟

نص الفتوى: شيخنا الجليل سلام عليكم وأحمد الله إليكم وأسأله لي ولكم دوام الصحة والعافية.. شيخنا حفظكم الله ورد علي سؤال من إحدى الأخوات فرأيت إحالة السؤال إليكم نفعنا الله بعلمكم وأخلاقكم.. ونص السؤال شيخنا: تقول الأخت السائلة: في رمضان 1429 تقدم لخطبتها أحد الإخوان فسألت عنه فوصفوه بالخيرية والعلم وهو إمام خطيب بمسجد من مساجد الجزائر وطالب علم في مرحلة الماجستير وأرادها أن تكون الزوجة الثانية، فرفضت فبقي الأخ يتردد على بيت أهلها ويكلم أباها وأخاها ويرسل الوسطاء ليشفعوا عندها لتقبل به وكلمها بحضرة وليها وأرسل لها الرسائل وفي صيف 1430 قبلت به وفي شهر شعبان 1430 تزوج بها وسافرا معا إلى مكة لأداء العمرة فبنى بها في المدينة وبقي معها مدة 20يوما ثم رجع هو إلى الجزائر وتركها مع أخيها في مكة بعدما اتفق معها أنه يرجع إلى الجزائر ليرتب لها البيت لكنها تفاجئ بعد مرور 15 يوماً من رمضان برسالة تصلها أنه يعتذر عن إتمام الزواج ويخبرها بالطلاق فمرضت الأخت من هول الصدمة ودخلت على إثرها مستشفى الملك عبد العزيز رحمه الله فبقيت 10 أيام وبعدها خرجت ورجعت إلى الجزائر فاتصل أبوها بزوجها فجاء الزوج مع أمه وأخيه فاعتذر ووعد بتصليح الأمر لكن بعد يومين يتصل بها ويقول لها أنت طالق ويرميها في عرضها ويقول أنه لم يستطع إقناع الزوجة الأولى بالزواج الثاني فاضطر إلى تطليق الثانية فتضررت الأخت كثيرا ودخلت على إثر ذلك المستشفى فبقيت 20 يوما وهي الآن تسأل شيخنا هل يجوز لها أن تكتب رسالة تشرح حالها مع هذا الرجل وتنشرها بين الناس ليحذر الناس منه لئلا يعبث مرة أخرى بعرض المسلمات ولا يتخذ المسلمات متعة.. أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأوصي الأخت بالصبر والاحتساب والتعلق بالله في هذا البلاء الشديد، وابشرها بقول الله تعالى [الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ] (البقرة)، فلتبشر بالخير والله جل وعلا لم يقدر لها هذا الأمر من أجل تعذيبها إنما جعله لحكمة يعلمها، وقد قال صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)(رواه مسلم)، وأوصيها مستقبلاً أن تستخير الله في أي أمر تقدم عليه وخاصة في أمر الزواج فلا يعلم الخير للعبد إلا الله، وعليها بالحرص على طاعة الله تعالى والإقبال على تلاوة كتابه والصيام والقيام والإكثار من النوافل وسوف يعوضها الله خيرا كثيراً في الدنيا والآخرة. وأما نشرها لما حصل من هذا الرجل تجاهها فلا ينبغي، بل عليها باحتساب الأجر من الله، وسوف يحاسبه الله تعالى عن ظلمه لها يوم القيامة. أسأل الله تعالى أن يعوضها خيراً وأن يمن عليها بالزوج الصالح الذي تقر به عينها. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.