السؤال رقم (3306) : هل أكون آثمة إن تزوجت بهذه الطريقة أي بدون إذن أخي؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا امرأة من السعودية شارفت على الخامسة و الثلاثين من عمري .. سبق أن تزوجت في سن مبكرة من عمري، وانتهى زواجي بوفاته.. رحمه الله .. دون أن أرزق بأطفال ثم تزوجت مرة أخرى بعد إلحاح الأهل ورزقني الله بطفلة ورغم محاولتي في تقبل الحياة الجديدة مع رجل آخر غير زوجي الأول إلا أنني لم أفلح (لأسباب قاهرة جعلتني أرفضه وأشمئز منه، وانتهى الزواج بالطلاق وصممت بعدها ألا أتزوج .. لأسباب عدة أهمها خوفي من الزواج ومن الرجال، ومكثت على ذلك أكثر من سبع سنوات رغم إلحاح أهلي ومحاولتهم إقناعي بالزواج .. ومنذ عامين تعرفت على رجل فاضل به كل الصفات التي أحب أن تكون فيمن يشاركني حياتي، ولنبله وسمو خلقه رفض وجود علاقة لا تليق به وبي ومن ثم عرض عليَّ الزواج، ولإعجابي به ومحبتي له وافقت حتى لا يبتعد عني (رغم خوفي الشديد من الزواج) و تقدم الرجل، لكن أخي (حيث أن والدي متوفى ـ رحمه الله ـ) طلب تأجيل الموضوع لحين النظر في حالة والدتي التي مرضت وأصيبت بشلل .. وأنا من تقوم عليها، طلب التأجيل لفترة شهرين أو ثلاثة لعل حالتها تتحسن قليلا وفعلا انتظرنا كما طلب ثم عُـرض الموضوع عليه مرة أخرى فرفض محتجا بأن الرجل بعد السؤال ظهر أنه غير مناسب، دون توضيح للأسباب التي جعلته غير مناسب (رغم أن ذلك غير صحيح وأظن أنه لم يسأل عنه) ثم عرض عليَّ الزواج من صديقه وشريكه في العمل لأنه في نظره هو الأنسب.
سؤالي: قرأت أن الإمام أبا حنيفة يجيز للمرأة أن تتزوج بغير إذن الولي طالما توفرت في الرجل الكفاءة ومهرها المهر المتعارف عليه لمثلها، فهل أكون آثمة إن تزوجت بهذه الطريقة أي بدون إذن أخي؟

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كان الأمر كذلك، وأن هذا الرجل كفء لك كما ذكرتِ في سؤالك، وأخوك رافض له، فعليك أن تلجأي بعد الله إلى أحد الأقارب الموثوقين ليتدخل في هذا الموضوع ويخوفون أخاك من عاقبة عضله لكِ ويذكرونه بالأمانة التي سيتحملها أمام الله بسبب ظلمه لك في رفضه لزواجك من هذا الشخص.

وإذا رفضه أيضاً وأصر على رأيه فعليك أن تبحثي عمن يصلح من أقاربك كالجد، أو العم, أوابن العم ليقوموا بتزويجك بعد الرجوع إلى المحكمة، فإن عدمت أحداً من هؤلاء فيمكنك رفع أمرك إلى المحكمة الشرعية في بلدك وطلب رفع ولاية الأخ عنك، ثم يقوم القاضي بتزويجك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (فالسلطان ولي من لا ولي له) رواه أحمد والترمذي وأبو داود )، والقاضي هو الذي ينوب عن السلطان في ذلك، ووصيتي أن تلجأي إلى الله تعالى وأن تطلبي منه الخير في أمر زواجك، فالإنسان لا يدري في أي أمره الخير، وصدق الله تعالى إذ يقول [وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ] (سورة البقرة الآية 216).
وعليك أيضاً بالإستخارة واستشارة أهل الخير في أمر هذا الزواج عسى الله تعالى أن يقدر لك الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.