السؤال رقم (3342) : أنا امرأة متزوجة وعندي أولاد لكني أحب شخصاً غير زوجي، فماذا أفعل؟.

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أرجو أن يتسع صدرك لمشكلتي وأن ترشدني إلى الحل السليم حفظك الله أنا شابة متزوجة ولدي ثلاث أطفال مشكلتي أني لا أحب زوجي منذ الليلة الأولى ولكن كنت أقول لنفسي ربما مع العشرة والأطفال سوف تأتي المودة وكنت أصبر نفسي ولكن تعبت، فهو لا يهتم بمظهره ولا نظافته الشخصية مع اتصافه بالبخل وضعف الشخصية كما أنه لا يعرف لغة للحوار تصرفاته غريبة تنم عن غباء، إذ اشتدا النقاش بيني وبينه يضربني. وأنا قبل الزواج منه أحب شخصاً أخر ولكن لم يكتب لي الله الارتباط به. ولا يزال هذا الشخص يحتل مكان كبير في قلبي. ولكن يعلم الله أني لم أخن زوجي في نفسي ولا ولده ولا ماله وأني أخاف الله فيه ولا حصل مني ما يسئ لسمعتي ولا حتى في تفكيري. ولكن حقيقة أنا ابتليت بحب ذلك الشخص كثيراً ولا أستطيع أن أنساه، أنا في عذاب لا يعلمه إلا الله أبكي كل ليلة حتى تجف دموعي مع العلم يا دكتور أني ملتزمة ولله الحمد وعاقلة، كثيراً ما تستشيرني الزميلات والأخوات من هن أكبر مني سنناً ويجدن عندي المشورة أشعر أن حياتي خالية من الحب خالية من العاطفة بالرغم من حب زوجي لي ولكن أنا لا أحبه ولا أحب القرب منه أو معاشرته أشعر دائما بالذنب والعذاب والتمزق أتمنى أن أعيش مع إنسان أحبه حتى أشعر بلذة الحياة. كلما قررت الانفصال فكرت في أولادي كيف يكون مصيرهم. أرجوك يا دكتور ساعدني برأيك ومشورتك فلك مني خالص الدعاء.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن الدنيا مهماً طالت فهي دار ممر وليست دار مستقر، وليس كل شيء يتمناه المرء في هذه الدنيا يناله، والناس درجات في الابتلاء بالمصائب والمحن، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاء قال: (النبيون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه فما تبرح البلايا على العبد حتى تدعه يمشي على الأرض ليس عليه خطيئة) (رواه البيهقي وغيره)، وصبرك على زوجك على الرغم من عدم محبتك له فيه أجر عظيم وثواب جزيل، وحسب ما فهمته من كلامك أرى أنك امرأة عاقلة تحسب للأمور حساباتها، فاحرصي على كسب رضا زوجك بإحسانك لمعاملته وذلك بإشعاره باهتمامك به، ومحاولة تغيير مظهره ونظافته وبخله والمرأة تستطيع بطريقتيها تغيير الكثير من أمور زوجها، وهذا يحتاج منك الاستعانة بالله أولاً ثم الأخذ بالأسباب التي تعينك في ذلك، واعلمي أن رضا زوجك عنك سبيلك إلى الجنة بعد رضا الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة قامت وزوجها عنها رضي دخلت الجنة) (رواه الترمذي وابن ماجه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم 2227).
وأما بالنسبة للرجل الآخر فعليك بدعاء الله تعالى أن يصرف حبك لزوجك، وأن يعينك على كسب رضاه ومودته، واعلمي أنك على خير ما دمت حريصة على طاعة الله تعالى، فاقطعي كل سبيل يربطك بغير زوجك، واحرصي وصابري واصبري فالجنة ثمنها غال وكبير.
أسأل الله تعالى أن يقوي صلتك بزوجك وأن يرزقك حبه وأن يعينك على طاعته وأن يكتب لك الأجر العظيم على صبرك واحتسابك، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد