السؤال رقم (3341) : حكم إقامة أعياد الميلاد للأولاد أو بمناسبة الزواج؟

نص الفتوى: ما حكم إقامة أعياد الميلاد للأولاد أو بمناسبة الزواج؟

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يجوز الاحتفال بأعياد الميلاد لأنه ليس لها أصل في الشرع المطهر، لاسيما إذا كان ذلك تقليداً للكفار وتشبهاً بهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فهو منهم)(رواه أبو داود)، وقوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)(رواه مسلم). والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بيوم ميلاده، ولا أمر به ولا علّمه لأحد من صحابته، ولو كان ذلك العمل مشروعاً وثابتاً بالكتاب أو السنة لبادرنا إلى تنفيذه، والذين يقولون أنه ليس ببدعة فليأتوا بدليل من الشرع على صحته وثبوته وأنى لهم ذلك.
وحتى لو اجتمع بعض الناس في ذلك اليوم من كل عام لإحياء سنته وذكراه لكان ذلك بدعة أيضاً، لأن الاحتفال به عبادة نتقرب بها إلى الله فإن كان ذلك العمل لم يثبت ولم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم فالأولى بنا ألا نفعله، ومن أراد تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتذكير الناس بسنته فعليه أن يتمسك بهديه ظاهراً وباطناً وأن ينشره بين الناس في كل وقت وحين، وهذا هو واجب كل مسلم يحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأما من يتشدق بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم هو يخالف هديه بتضيع أوامر الله تعالى وأوامر رسوله فهذا كاذب في ادعائه، وغالب الاحتفالات التي تقام في هذا اليوم يدخل فيها من المنكرات ما لا يعلمه إلا الله، ومن تعظيم لجناب النبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يستحقه إلا الله تعالى، وأيضاً اختلاط الرجال بالنساء والتبرج والسفور، وسماع الموسيقى والألحان، وهؤلاء أشد إثماً ممن يحتفلون فقط بذكر سيرته وهديه. أسأل الله تعالى أن يهدي المسلمين إلى سلوك هدي حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وأن يبصرهم بالحق، وأن يعينهم على التمسك به، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.