السؤال رقم (3326) : حكم رؤية من طلق زوجته ثلاث طلقات؟ وحل مشكلة هذه المرأة مع زوجها؟
نص الفتوى:
السؤال الأول: هل يجوز للرجل الذي طلق زوجته ثلاثة طلقات رؤيتها من غير حجاب؟
السؤال الثاني: هل يوجد مشكلة لامرأة تريد أن تُطلق من زوجها بسبب وضعه المادي للعلم أنها ساعدته وأعطته من مالها و باعت ذهبها على أمل أن يتحسن الوضع ولكن الوضع يزيد سوء وهو يعمل ولكن يقول في دين لازم يسد للناس وهي تعبت من هذا الوضع الذي له أربع سنوات ولم ينتهي من دينه ولم يتحسن الوضع بل إلى أسوء فما الحل هل هو الطلاق أو الصبر وللعلم لم ينجبوا أطفال في أول حياتهم بسبب الحالة المادية التي هم فيها وعندما حملت بي توئم لم يعيشوا إلا شهران ثم ماتوا يمكن عقاب من رب العالمين لأنهم كانوا لا يريدون إنجاب الأطفال فما هو وضع هذه المرأة أمام كل هذه الظروف غير الصبر لأنه انتهى من عندها الصبر أرجوا الرد بالحل فهي ممكن تنتحر لترتاح من الضغط الذي عليها فأهله يتهموها بمقتل الأطفال للعلم الأطفال عاشوا الشهران بالمشفى فهم كان وضعهم الصحي تعبان شكرًا لكم على كل شيء تعملوه.
الرد على الفتوى
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإليكِ إجابة السؤالين:
الأول: لا يجوز لمن طلق زوجته ثلاث طلقات متفرقات وقد بانت منه بينونة كبرى أن يراها بغير حجاب لأنها أصبحت محرمة عليه لقول الله تعالى: [فَإِنْ طَلَّقَهَا](أي الثلاثة) فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ] (البقرة الآية 230).
الثاني: لتعلم هذه الأخت أن سائر البيوت تعاني من مشاكل كثيرة ومتنوعة، فمنهم من يعاني سوء الأخلاق، ومنهم من يعاني من سوء المعاملة، ومنهم من يعاني من الأمراض، ومنهم من يعاني من فقد الأبناء والبنات ومنهم من يعاني من قلة ذات اليد وكل سائر في حياته ولا بد مع ذلك من الصبر لقول الله تعالى: [وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ](البقرة الآيات155، 156، 157). وقال صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن فإن أمر كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)(رواه مسلم).
وهذه الأخت التي قدمت الكثير من أجل بيتها وزوجها لا يليق بها أن تحزن على ما قدمته لأن الله تعالى سوف يعوضها خيراً في الدنيا والآخرة، وعسى أن تجد من زوجها ثمرة تعاونها معه فلن ينسى ما بذلته من أجله، وسوف يقدم لها كل ما يستطيع عندما يفتح الله عليه من أبواب الرزق الحلال، ولتبشر بقول الله تعالى: [وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً…](المزمل الآية 20).
وعليها أن تنظر إلى الدنيا نظرة احتقار وازدراء، فهي دار ممر وليست دار مستقر وأن أيامها مهما حملت من المحن والبلايا فهي إلى انقضاء، والراحة والسعادة تكون في جنات النعيم عند رب عظيم كريم، وعليها أيضاً أن تنظر إلى حياة أمهات المؤمنين وكيف كن يعشن وكيف كن حريصات على طلب الجنة.
وأما تفكيرها في الانتحار فهذا من كيد الشيطان ووسوسته لأنه يريد بها سوء الخاتمة والعياذ بالله، وهل يليق بها وهي تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفكر في ذلك الأمر العظيم ألم تسمع قول الله تعالى: [وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً](النساء الآية29). ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي النار)(رواه مسلم).
وينبغي على هذه الأخت ألا تطلب الطلاق من زوجها بسبب هذا الأمر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) (رواه أبو داود).
ووصيتي لها أن تستمر في تعاونها مع زوجها، وأن تحتسب ذلك عند الله، وعليها أن تكثر من العمل الصالح كذكر الله تعالى وبذل الصدقات، وقيام الليل مع كثرة الاستغفار، وأن تلح على الله تعالى أن يهون عليها أمر الدنيا، وأن يقوي إيمانها وصبرها، وأن يمن عليها بالجنة، وأن تكثر من الدعاء لزوجها أن ييسر الله أمره ويقضي دَينه، وأن يمن عليهما بالذرية الصالحة. أسأل الله جلت قدرته أن يؤلف بينهما، وأن ييسر أمرهما، وأن يرزقهما الذرية الصالحة التي تقر لها أعينهما. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.