السؤال رقم (3360) : والدتنا أوصت بعدم إخراج ناصر من البيت بعد وفاتها ما دام في حاجة له…
نص الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أوصتني والدتي رحمها الله أكثر من مرة شفهياً بعدم إخراج أخي ناصر الذي يسكن معها في بيتها هو وأولاده من البيت بعد موتها ما دام في حاجة للسكن فيه، وقد حصل ناصر على قرض من صندوق التنمية العقاري وقام ببناء بيت له وأجره وهي على قيد الحياة ولم يخرج من بيتها واستمر فيه بعد موتها، علماً أنه إنسان لا عمل له ومديون وليس له دخل سوى ما يحصل عليه من الضمان الاجتماعي، وقد أخبرت أخي عبد الرحمن بوصية الوالدة بعدم إخراج ناصر من البيت بعد وفاتها ما دام في حاجة له، فقال: ربما أنها أوصت بذلك قبل أن يبني بيت وما دام أنه بنى بيت فهو ليس في حاجة ومن الأفضل أن نستفتي عن ذلك إبراءً للذمة..
لذا نود من فضيلتكم إفتائنا في هذه المسألة.. حفظكم الله ورعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الرد على الفتوى
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأوصيك أخي الكريم بالمبادرة بقسمة تركة والدتك وأن تحرص على جعل البيت هو الثلث الخاص بها، وهنا لا حرج أن يسكن فيه أخوك ناصر شريطة أن ينفذ وصية الوالدة إذا كانت قد أوصت بشيء معين كأضحية، وإن كانت أوصت بأعمال بر عامة فيلزمه أن يخرج شيئاً بنية تنفيذ الوصية في أبواب الخير حسب ما يراه الوصي وإذا كان البيت أكثر من الثلث فهنا إن تنازل الورثة لها ولم يكونوا بحاجة فهذا يعتبر صدقة عليها، وهنا لا حرج أيضاً أن يسكن فيه ناصر ما دام محتاجاً بشرط تنفيذ الوصية، وإن لم يتنازل الورثة فيحفظ حق غير المتنازل ويفرض أجار للبيت يسلم لمن لم يتنازل حتى يستوفي حقه من البيت مع تنفيذ وصية الوالدة بشيء من أجرة البيت، ونصيحتي لك أنت وأخوك عبد الرحمن إن لم تكونا محتاجين أن تتنازلوا لوالدتك ويبقى البيت ثلثاً لها وتتركون أخاكم ناصراً يسكن فيه ما دام محتاجاً تنفيذاً لوصية والدتك، وهذا من البر بها بعد وفاتها.
وفقكم الله لكل خير وأعانكم على بر والدتكم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.