السؤال رقم (3354) : ما هي شروط الكفاءة في الزواج وهل يدخل فيها فارق السن؟
نص الفتوى:
السلام عليكم … فضيلة الشيخ لقد لمحت فتاة بالغلط في منزل صديقي فأعجبتني ووقعت في قلبي فسألت عن هذه الفتاة فعرفت بأنها طيبة وصالحة وتكبرني بخمس سنين ففاتحت أهلي بالموضوع فرفضوا بحجة أنها تكبرني بخمس سنين فلا توجد كفاءة على حد قولهم وقالوا بأن إعجابك بها ووقوعها في قلبك هو شعور زائف وليس صحيح، أتمنى فضيلة الشيخ أن توضح وتبين ما هي الكفاءة في الزواج وهل يدخل العمر من بينها وما رأيك في فارق السن هذا من جميع النواحي وهل إعجاب المرء لفتاة وميل القلب لها من أول نظرة هو شعور كاذب وزائف وليس واقعي، أتمنى فضيلة الشيخ تبيين وتوضيح الموضوع لي حتى أستطيع أن أقنع الأهل بذلك وتكون من نصيبي علما بأني قد استخرت وارتحت لهذا الموضوع … وجزاكم الله خيرا.
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: لقد أخطأت بالنظر إلى ما لا يحل لك من النساء وخاصة أنها في منزل صديقك لمخالفتك قول الله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ](النور: الآية30).
وثانياً: الكفاءة المعتبرة في الزواج هي كفاءة الدين، لقول الله تعالى: [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ](الحجرات الآية13). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)(رواه الترمذي وابن ماجه). وأما فارق العمر فلا يمنع من الزواج لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة وعمرها 40 عاماً وكان عمره 25عاماً.
ولكن أمر الزواج ليس بالهين، فليس كل امرأة ينظر إليها الرجل تصلح أن تكون زوجة له، فعليك بالسؤال عن الفتاة ومعرفة دينها وأخلاقها ثم بعد ذلك إذا تبين لك صلاحها فيمكنك أن تطلب من والدتك زيارة أهلها وأن تجلس معها وتنظر في حالها، ثم تقوم أنت بالاستخارة في هذا الشأن فإن كان لك فيها خير فسوف ييسرها الله لك، وإن كان العكس فاحمد الله تعالى وسلم له أمرك، وأعلم أن الخير فيما يقدره لك مصداقاً لقوله تعالى: [وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ](البقرة: الآية216).
وفقك الله لكل خير ويسر لك أمرك فيما يعود عليك بالخير في العاجل والآجل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.