السؤال رقم (632) : كيف أتعامل مع أختي التي تريد الانحراف ؟.

نص الفتوى: السلام عليكم .. أريد أن تساعدوني وتنصحوني كيف أتعامل مع أختي التي تريد الانحراف لأنها تضرب أمي وتشتمها ولا تخاف من دعوة الأم وتعاملها كالخادمة ولا تحمد الله على نعمه ولا تقوم بالعبادات الخمس وأختي لديها مرض الوسواس واعتادت على زيارة الأطباء 4 مرات في الأسبوع والطبيب الذي تذهب له يؤكد لها بأنها سليمة تماما وينصحها بزيارة الطبيب النفساني والآن لم يستطع أحد إيقافها عند حدها ولم يجد أحد الطريقة المناسبة لمعاملتها .. احتاج النصيحة.. شكراً..

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأخت إما أن تكون جاهلة بأمور دينها وربما يكون ذلك سبباً فيما تقوم به من التقصير في طاعة ربها، وعقوق والدتها، والإساءة إلى من حولها، وصدق الله تعالى إذ يقول { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}(الزمر: 9)، وإما أن تكون عالمة بأمور دينها ولكنها تضعف أمام وسوسة الشيطان ونزغاته فتقع فيما تقع فيه.
ولذا ينبغي أن يقوم أحدٌ ممن تثق فيه وتقدره وتسمع لنصيحته بنصحها وتوجيهها، ويوضح لها أن ما تقوم به من تصرفات خاطئة إنما هي معصية كبيرة لله وخاصة عقوق الوالدة، وأنها على خطر عظيم إن توفاها الله وهي على ذلك، ويذكرها بعظمة الله تعالى وأليم عقابه، ويذكرها بأن ذلك دين قد يكون سداده من أولادها.
ويحسن أن تعطى كتباً وأشرطة إسلامية تحتوي على دروس ومواعظ لبعض المشايخ والدعاة الموثوقين ممن هم معروفون بين الناس بسيرتهم الطيبة تعالج موضوع البر والعقوق، وحقوق الآخرين من الإخوة والأخوات وغير ذلك.
وأهم وصية أوصي بها والدة هذه الفتاة أن تكثر من الدعاء لها بالهداية والصلاح، وأن تلح على ربها في ذلك، وأن يكون عندها يقين بأنه قادر على هدايتها وردّها إلى طريق الخير، قال تعالى { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }(غافر:60)، وقال صلى الله عليه وسلم(ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن، وذكر منها: ودعوة الوالد على ولده)(رواه البخاري في الأدب المفرد).
وأوصيكم بالرفق بها، والإحسان إليها، والصبر على أذاها، فعسى ذلك أن يكون سبباً في قبول نصحكم لها، ورجوعها عما وقعت فيه من الإساءة لكم.
أسأل الله جل وعلا بفضله وكرمه أن يهدينا وإياها إلى صراطه المستقيم، وأن يردنا وإياها إليه رداً جميلاً، وأن يفتح على قلبها بالإيمان والعمل الصالح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.