السؤال رقم (3344) : ماذا أفعل فيما أخذته من جدي وأنا صغير عن طريق السرقة؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا والعياذ بالله كنت أسرق من مال جدي عندما كنت طفل صغير لكي اشتري بعض الألعاب والأمور الأخرى التي يشتهيها الطفل، والآن قد بلغت سن الشباب والحمد لله الله هداني إلى الطريق الصحيح ولم أعد أمد يدي على شيء ليس من حقي حتى لو كان قطعة منديل … لكن لدي بعض الأشياء التي اشتريتها بالمال الحرام والعياذ بالله وأريد أن أعرف ماذا أفعل بها؟ وأرجو دعائك لي يا شيخ وأرجو أن تنصحني بعض النصائح التي تفيدني والتي أكون غافل عنها.. وجزاك الله خير يا شيخنا.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أسأل الله تعالى جل وعلا أن يغفر ذنبك ويستر عيبك وأن يتقبل توبتك مما قد وقعت فيه.
وثانياً: أعلم أن ما أخذته وأنت صغير سواء كان ذلك من جدك أو من غيره لا تؤاخذ به إذا كنت لم تبلغ الحلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)(رواه أحمد وغيره).
لكن الذي عليك الآن ضمان ما سرقته سابقاً لأن عدم التكليف إنما يسقط الإثم ولا يسقط الضمان، لأن من شروط التوبة رد الحق إلى صاحبه والتحلل منه لقوله صلى الله عليه وسلم(على اليد ما أخذت حتى تؤديه)(رواه أحمد وأبو داود والترمذي).
فإن كنت تستطيع رد تلك الحقوق الآن فبادر بذلك لتبرأ ذمتك، وإن كنت لا تستطيع لإعسارك فلا حرج عليك أن تقوم بردها متى ما تيسر ذلك لك.
ووصيتي لك إن كان جدك مازال حياً أن تطلب منه مسامحتك، وإن كان ميتاً أن تتصدق عنه بقيمة ما أخذت من ماله إن لم تستطع رده إلى وكيله.
وأما بالنسبة للأغراض التي اشتريتها بالمال المسروق فلا حرج عليك أن تقدر قيمتها ثم تتصدق بهذا المبلغ عن جدك وتحتفظ بهذه الأغراض، وبهذا تبرأ ذمتك إن شاء الله تعالى. ووصيتي لك أيضاً بالإقبال على الله والحرص على طاعته والإكثار من ذكره وتلاوة كتابه وتعلم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحرص على كل ما يرضيه عنك والابتعاد عما يسخطه عليك.
وألح على الله أن يهديك وأن يقوي إيمانك وأن يوفقك لما يحب ويرضاه، وتذكر أن عمرك قليل فتزود للقاء الله تعالى قبل أن يفجأك الموت ويقطعك عن الدنيا وقدم لنفسك ما تحب أن تراه بين يدي ربك.
أسأل الله جل وعلا أن يثبتنا وإياك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.