السؤال رقم (3370) : هل تنصحوني بالزواج بهذه الفتاة التي كنت على علاقة بها ؟

موضوع الفتوى: هل تنصحوني بالزواج بهذه الفتاة التي كنت على علاقة بها ؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب مصري، وكنت أعمل في شركة يختلط فيها العاملون بالعاملات كما هو الحال في غالب شركات مصر، وكانت لي علاقة مع إحدى الفتيات وصلت إلى ما دون الزنا، حيث أنها لا تزال عذراء، هذا وقد أنعم عليَّ ربي سبحانه بعمرة إليه كانت سبباً بحول الله وقوته في الهداية والرجوع إلى الحق بعد ضلالي وفسادي، وأنعم الله كذلك عليَّ بعمل من منزلي يأتيني منه رزقاً حسناً حلالاً، وسؤالي: أرغب الآن في الزواج طلباً للعفاف والإحصان، فهل تنصحوني بالزواج بتلك الفتاة وقد علمت عنها أنها رجعت تصلي لله وقد تركت العمل بنفس الشركة، أفتوني مأجورين وجزيتم خيرا كثيرا.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أوصيك بكثرة حمد الله تعالى وشكره أن هداك وصرف عنك ما كنت فيه من الغفلة والذنوب، وكن ممن قال الله تعالى فيهم [وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ] (الأعراف الآية43).
وثانياً: إذا صدقت في توبتك وصدقت هذه المرأة في توبتها، ولم تصل علاقتكما إلى الزنا جاز لك الزواج منها إذا تأكدت وتيقنت من صدقها وعدم وقوعها مرة أخرى في هذا الأمر مع أحد آخر، ومن تاب تاب الله عليه، وصدق الله تعالى إذ يقول [قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ](الزمر: 53)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)(رواه مسلم).
وثالثاً: وصيتي لأصحاب الشركات والمؤسسات ممن يحصل لديهم اختلاط في العمل بين الرجال والنساء أن يتقوا الله تعالى، وأن يبذلوا الأسباب في التفريق بينهم لأنهم مسئولون عنهم أمام الله، ومحاسبون عما يقع بينهم من الذنوب والآثام، وأن يقوموا بنصح العمال وتوجيههم لما فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة. وصدق الله تعالى:[وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ](الطلاق: الآيتان 2، 3).
أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.