السؤال رقم (3369) : هل إذا طلقت زوجتي أكون بذلك ظالماً لهـا ؟

نص الفتوى: السلام عليكم، أنا متزوج منذ عامين، وأفكر حالياً وجدياً في الطلاق بسبب فشل العلاقة الحميمة بيني وبين زوجتي بسبب هوسها وولعها بالإنجاب الذي لم يحدث حتى الآن بالرغم من أن التحاليل الطبية الكثيرة التي قمنا بها تفيد سلامتي وسلامتها من أية عيوب، والمشكلة الرئيسية أن الجماع بيننا صار مهمة ووظيفة ميكانيكية جامدة في ميعاد محدد وبأسلوب محدد وفي ظروف محددة، تحددها الزوجة حتى يتم الإنجاب، حتى أنني تناولت عقاقير منشطة للجماع سببت لي ارتفاعاً في ضغط الدم وصداعاً رهيباً ولم يتم الحمل أيضا، وبالتالي أصبحت كارهاً للجماع معرضاً عن زوجتي لا يثيرني منها ما يثير الرجل من زوجته مهما تزينت، حتى أنني صرت أتجول ببصري في أجساد النساء في الشوارع وأتمنى منهن ما حرمتني منه زوجتي، فهل إذا طلقتها لتتزوج بآخر لعل الله يمن عليها بالإنجاب ثم تلمست لنفسي زوجة أخرى تتفهم معنى الحياة الزوجية ومعنى العفة والإحصان، هل أكون بذلك ظالماً لزوجتي، أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا.

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن المرأة بفطرتها مجبولة على حب الولد، فعليك أن تعذرها وأن تقدر لها تلك العاطفة. ويمكنك أن تجعل هذه اللحظات لحظات حب وأنس ومودة ولذة، بحيث تخرج عن الروتين الطبي الذي يؤثر عليك، وعليك أن تبين لها حرصك على الإنجاب وأن سعادتك لن تكتمل إلا إذا مَّن الله عليكما بالذرية الصالحة.
فإذا أشعرتها بذلك وبينت لها أن الله تعالى هو الذي يرزق عباده كما قال تعالى: [يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ] (الشورى: الآيتان49، 50)، وبذلت الأسباب التي تجعل حياتكما سعيدة فسوف تنقلب تلك اللحظات التي كنت تحزن فيها إلى لحظات سعيدة.
وأوصيك أخي الكريم بالابتعاد عن فكرة الطلاق، وعليك بالتأني والحلم والرفق بها، وكلما أحسنت معاملتها وتواضعت لها فسوف تجد أثر ذلك على حياتكما إن شاء الله تعالى.
أسأل الله جل وعلى أن يمن عليكما بالحياة السعيدة وأن يرزقكما الذرية الصالحة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.