السؤال رقم (3366) : ماذا نفعل بأخينا هذا “والد الزوج ” وكيف نتعامل معه ؟

نص الفتوى: فضيلة الشيخ .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، منذ أكثر من ست سنوات قام أحد أخوتي الميسورين بإنشاء مؤسسة تجارية خاصة بالعائلة حيث أن جميع الإخوة مشاركين فيها وهو يملك نصف أسهمها وكان لنا شقيق وظيفته محامي وخبير بالقانون وبنفس الوقت هو عميد للعائلة وجميعنا نحترمه ونطيعه .لذلك قام أخونا المحامي وبعد مداولات ونقاشات طويلة لضمان حقوق جميع الإخوة بصياغة اتفاقية شراكة لإنشاء المؤسسة التجارية المذكورة أعلاه وتضم جميع أفراد العائلة .وبالفعل وافق جميع الإخوة على هذه الاتفاقية وقاموا بالتوقيع عليها .(الموقعون على الاتفاقية تسعة إخوة). هذا الكلام حصل قبل أكثر من ست سنوات حيث أن المؤسسة بدأت بالإنتاج منذ سنوات وجميعنا مستفيد منها . لكن منذ فترة حصل خلاف عائلي بين اخوين لنا إذ أن ابن احدهما متزوج من ابنة الآخر (أي أنهم نسايب) وقد طلب أخي “والد الزوج ” من أحد إخوتي وهو الميسور الحال ومؤسس الشركة آنفة الذكر بأن يتدخل لحل مشكلة الزوجين أي أبناء الإخوة وبالفعل حاول هذا الأخ وبكل صدق وباسم الإخوة التوسط لحل المشكلة لكنه فشل . وبعد ذلك بدأت المشاكل حيث اتهم أخونا ” والد الزوج” الأخ الذي قام بالوساطة بأنه منحاز ويؤيد أقوال أخونا ” والد الزوجة”. ولم يكتفي أخونا ” والد الزوج” بهذا بل أعلن أنه يشكك باتفاقية المؤسسة وأن حصته في هذه المؤسسة التجارية الخاصة بالعائلة ليست حسب المبالغ التي ساهم فيها وان الاتفاقية التي صاغها عميد عائلتنا وكبيرها غير صحيحة .ملاحظة: لقد توفي أخونا المحامي بعد توقيع الاتفاقية بأيام قليلة. السؤال هنا: لماذا التشكيك بصحة الاتفاقية بعد مرور ست سنوات من توقيعها؟ وأخي “والد الزوج” هذا الذي يشك فيها كان يستفيد من هذه المؤسسة ويستلم منها أموالاً طيلة هذه الفترة.والسؤال الآخر: طالما هذه الاتفاقية ليست صحيحة لماذا وقع عليها منذ البداية ولم يعترض على حصته فيها سامحه الله. وأود أن أوضح أننا كنا إخوة متكاتفين متعاونين ومتحابين إلى أن حصلت هذه المشكلة .المصيبة يا فضلة الشيخ أن أخونا “والد الزوج ” أعلن العداء ضد العائلة بأكملها وتصدر الآن منه تصرفات غريبة ومؤلمة ومؤسفة وكأنه ليس أخينا ولا يعرفنا ويتهم أخونا الميسور الذي أنشأ المؤسسة بأنه سرق أمواله وحاول أيضا إقامة دعوى ضدنا في المحاكم ويحاول الآن هو وعائلته وللأسف استخدام النميمة لإثارة الفتن لتدمير العائلة وإخوانه وخلق مشاكل فيما بينهم وقام أيضا بتهديدنا عدة مرات بتخريب بيوتنا ويصفنا بصفات غير لائقة(الأخ هذا كبيرنا في السن وهو في السبعين من عمر) إذن باختصار أن الأسلوب الذي يتنهجه أخونا ” والد الزوج ” هو كالآتي : تشويه سمعتنا-تهديدنا-تدمير العائلة بالنميمة والقيل والقال . نحن يا شيخ كما أسلفت تربينا على حب واحترام بعضنا البعض كإخوة ولم يحصل يوما ما أن اعتدى واحد منا على الأخر لا ماديا ولا معنويا .لقد حاولنا بكل الوسائل إصلاح ذات البين وإعادة العلاقات بيننا وبينه كأخوة لكنه عنيد ومتعنت ومصر على مواقفه ومصر على نهجه التخريبي ولا يريد التحدث إلينا ويرفض المصالحة .ونحن بحكم رابطة الدم والدين لا نريد أن نخسره أو يخسرنا .وكما تعلم يا شيخ أن صلة الرحم لها شأن عظيم في ديننا حيث أن قطع الرحم من كبائر الذنوب . وبناءا على ما تقدم أفيدونا يا فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرا ماذا نفعل بأخينا هذا “والد الزوج ” وكيف نتعامل معه؟ كيف نحل مشكلة الزوج والزوجة ومشكلة المؤسسة والعلاقة مع أخونا ؟ ملاحظة: الاتفاقية هي عائلية فيما بيننا وليست موثقة أو رسمية عند الدولة بحيث أننا إخوة ولا يمكن حدوث مشاكل بيننا ..الوالدين متوفين منذ سنوات . وجزاكم الله عنا كل خير.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أن أساس المشكلة الحاصلة بينكم تلك المشاكل التي وقعت بين (ابن هذا الأخ) وهو الزوج، و(ابنة الأخ الآخر) وهي الزوجة، ولو أحسنتم التصرف في معالجة تلك المشاكل من البداية لكان ذلك أفضل لكم جميعاً ولكن ما دام أن الأمر صار إلى ما ذكرت في سؤالك فعليكم بعلاج أساس المشكلة وهي التوفيق بين الزوج والزوجة وإصلاح ذات البين بينهما، ويمكن ذلك عن طريق أحد الأشخاص الموثوقين والمقربين إلى الزوجين، فإذا تمت معالجة الأمور بينهما، فيمكن بعد ذلك أن تتفقوا مع أخيكم وتحاولوا إقناعه بالرجوع إلى رحاب الأسرة وإصلاح الأمور بما يرضي الأطراف كلها، فإن سدت السبل أمامكم فيحسن إدخال أحد طلبة العلم ممن حولكم ليتولى هذا الأمر.
واعلموا أن صلة الرحم فوق الأمور المالية، وأن القطيعة لها آثار سلبية على الجميع وعلى من بعدكم. أسأل الله تعالى أن يصلح ذات بينكم، وأن يرد هذا الأخ إليكم رداً جميلاً وصلى الله وسلم على نبينا محمد.