السؤال رقم (3401) : زوجي يخونني .. فماذا أفعل ؟
نص الفتوى:
السلام عليكم إخوتي.. أرجو أن تتسع صدوركم لشرحي أنا امرأة جميلة ومتدينة ومن عائلة عريقة ومتعلمة وبلغت من مراحل التعليم العالي ولي وزني في المجتمع الذي أعيش فيه حيث أنا أستاذة جامعية تزوجت من زميلي في العمل وأنجبت منه ولد وبنت ولي 9 سنوات وأنا متزوجة زوجي متدين ولكن في السنتين الأخيرتين أحسست منه بالخيانة كان يجلس طول الليل على الإنترنت ولا ينام إلى الصباح ولا يذهب إلى العمل وبالصدفة فتحت الفيس بوك فوجدت أنه يراسل أكثر من بنت ويراسل امرأة متزوجة ولها أبناء ويتكلم معها كلام فاحش جدا عمري ما كنت أتصور أن زوجي يعمل كدا انصدمت فيه صدمة عمري وبعدين قلت أسامحه يمكن أنا ما فهمته وحاولت أشوف يمكن كانت فيه أخطاء وحاولت أعدل من نفسي كثيرا ولكن للأسف ما زال يراسل البنات ويواعدهم بالزواج وكان دائماً يقول لي أنا من حقي أتزوج وما زال يراسل المرأة المتزوجة.. تعبت وكنت أدعي الله أن يبعده من قلبي ويرزقني خيراً منه لأني تعبت أحب إنسان خائن ولا يشعر بي وكل مرة يهينني ويحاول كسري بأي وسيلة وخائفة أتطلق بسبب أولادي والمجتمع وفي يوم وأنا نائمة حلمت بعمتي الميتة وكانت إنسانة متقية الله وقالت لي لا تحزني ولا شيء أنا معي لك بشرى الله راح يرزقك (بولي من أولياء الله الصالحين) قمت من النوم الفجر وصليت ونمت وخلال ثلاثة أيام كنت فاتحة صفحتي في الفيس قلت أتعرف على ناس جدد ومن غير ما أعرف هذا الشخص طلبت طلب صداقة وافق ومن أول مرة شعرت تجاهه بشعور غريب وحاولت أبعد لكن بعد فترة تكلمنا مع بعض وشعرت أني أحبه وهو أحبني بصدق مع العلم أنه دكتور جامعي وشاعر وأديب ومفكر وشخصية محترمة جداً ومنفصل وعمره ما قال لي كلمة وسخة ولا قال لي تطلقي من زوجك أنا أحبه جدا وأحس أن الله عوضني بدل زوجي الخائن وأحس أنه هو البشرى اللي جاءتني في المنام.. أفيدوني أنا تعبانة جدا ؟
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أوصيك بتقوى الله تعالى والبعد عن هذا الشخص الذي تعرفتي عليه، وهذا العمل نوع من أنواع الخيانة الزوجية المنافي لقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن خير ما يكنز المرء؟ فقال: المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته)(رواه أبو داود والحاكم، وقال: حديث صحيح الإسناد).
وثانياً: لا يمكن أن تعالجي مشكلة زوجك بمشكلة أخرى وهي التعرف على الرجال الأجانب، فما دمت تعتبين عليه هذا التصرف فلماذا تقعين فيه، والخطأ لا يعالج بخطأ.
واعلمي بارك الله فيك أن الأهم من ذلك هو أن تبحثي عن أسباب انصراف زوجك عنك ومحادثته النساء الأجانب، لأنه ربما يكون هناك قصور في تعاملك معه وعدم إشعاره بمكانته كزوج، وعدم ملأ الفراغ الذي يعيشه، وعدم اقترابك منه بالقدر الذي يجعله لا ينشغل إلا بك. والحمد لله أن زوجك علاقاته كلها عن طريق الإنترنت فقط، وهذا يمكن علاجه ولكن يحتاج منكِ للآتي:
1ـ أن تنظري لخيانته لكِ على أنه خطأ يمكن معالجته.
2ـ أن تبذلي الأسباب التي تجعله ينشغل بك عن غيرك، كالجلوس والحديث معه، والخروج للتنزه، وإعطاءه حقه الشرعي الواجب بطرق متنوعة مع حسن التجمل والتزين والتطيب، فالرجل إذا ملأت امرأته عليه حياته لم يلتفت لأحد غيرها.
3ـ عليكِ أن تتحدثي معه بلطف وبحكمة دون إساءة أو تجريح بأن تذكري له قصصاً عن خطورة العلاقات غير الشرعية لبعض الرجال بنساء أجانب، أو العكس ليهتم بهذا الأمر مع ما ذكرته لك من أسباب سابقة.
4ـ الإكثار من الدعاء له وخاصة في أوقات الإجابة بين الأذان والإقامة، وفي آخر الليل، وعند الفطر من الصوم، وعند نزول المطر وغير ذلك بأن يحفظه الله، ويرده إليك رداً جميلاً، وأن يصرف عنه كل شرٍِّ وفتنة. فإذا علم الله صدقك وحرصك على زوجك وبيتك وأولادك رده إليك بإذن الله خيرا مما كنت تتمنين. أسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوالكما، وأن يؤلف بين قلوبكما، وأن يجعل بيتكما بيتاً سعيداً بطاعة الله تعالى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.