السؤال رقم (3398) : هل يأثم أهل تلك الفتاة لمنعها الزواج مني ؟

نص الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شيخنا الفاضل الله يبارك في علمكم وجهدكم المبارك ويجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين..
1- شيخنا الكريم: هناك أخ مبتلى بالنساء والصور والمواقع الإباحية.. أرجوكم ادعو له خيراً بأن يصرفه الله عن كل ذلك، فو الله هو يقوم الليل ويصلي كل الصلوات في المسجد وفي جماعة والحمد لله لكنه مبتلى بذلك فيرجو منكم الدعاء وتقديم النصيحة له.
2- الأخ هذا عندما كان طالباً في الجامعة طلب يد فتاة صالحة ومنتقبة من أهله بشرط أن تبقى سنة بعقد القران مع أن الفتاة والشاب رضيا ببعض ويقول ـ والله شاهد ـ أنه في تلك السنوات ما كلم هذه الفتاة كلمة ولم يسلم عليها أبدا، لكن طلبها عن طريق امرأة من أهلها لكن أهلها رفضوا الطلب بدون أن يسألوا عن الشاب ولا شيء.. فيسال هل يأثم أهل تلك الفتاة حيث منعوهما من بعض بسبب أن الشاب لا يقدر ألا أن تبقى الفتاة سنة بعقد القران مع العلم أن الشاب والله أعجب بالفتاة كثيرا جدا وتعلق بها وبدون أن يراها أصلا.. والشاب الآن يعيش حياة مأساة.. فنرجو منكم يا شيخ الدعاء له والإجابة على سؤاله بأقرب وقت ممكن..وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله.

الرد على الفتوى

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أوصي هذا الشاب بتقوى الله والإقبال على طاعته والإكثار من صيام النوافل، وحضور مجالس العلم، مع لزوم الاستغفار وذكر الله في كل حين، والحذر من موت الفجاءة، والبعد عن مجالس الريبة والفتنة، والأسباب التي توصل للوقوع فيما حرم الله جل وعلا.
وعلى هذا الشخص أن يعلم أن الله مطلع عليه، ورقيب على جميع أقواله وأعماله وحركاته وسكناته، وأنه سيجازيه عن كل صغيرة وكبيرة يوم الوقوف بين يديه.
وعليه أن يتذكر الموت وسكرته، والقبر وضمته، والحشر وكربته، والموقف وشدته، وليتذكر أيضاً أنه مهما تمتع بالنظر المحرم فإن لذته تذهب ويبقى أثره في حياته وبعد مماته.
وعلى هذا الشاب أن يقبل على الله بصدق وإخلاص، وأن يسأله أن يعينه على الخير، وأن يطهر قلبه وجوارحه من الفواحش والآثام، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم)(رواه مسلم).
وثانياً: لا ينبغي لولي هذه الفتاة أن يمنعها من الزواج من الرجل الكفء لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانحكوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(رواه الترمذي)، وهو آثم بذلك.
أما إذا كان الشاب غير كفء فلا حرج على ولي هذه الفتاة ألا يزوجها إلا لمن رضي دينه وخلقه.
وأما بالنسبة لهذا الشاب في عدم زواجه من هذه الفتاة فربما يكون في ذلك الخير له في العاجل والآجل، وقد يكون ذلك بسبب تلك الذنوب والآثام التي يقع فيها، وكم من ذنب حرم صاحبه الخير.
فليتق الله في نفسه وليحرص على ما يرضي ربه، ويلح عليه بالدعاء بأن يمن عليه بالهداية والتوفيق والزوجة الصالحة، فإذا صدق في ذلك يسر الله له أمره، وفرج كربته، وأذهب همه وغمه، قال تعالى{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..}(الطلاق: 2، 3)، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }(الطلاق: 4).
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يهديه، وأن يشرح صدره، وأن يرده إليه رداً جميلاً، وأن يعافيه مما ابتلي به، وأن يمن عليه بالزوجة الصالحة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.