السؤال رقم (3384) : أصبحت أفكر في الانفصال من زوجي بسبب المشاكل فماذا أفعل ؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. باختصار أنا متزوجة من 26 سنة وأعيش في بلد عربي مع زوجي حيث نعمل لنعول أبنائنا الثلاثة ، كنت أستعين بشغالة سيلانية لأداء مهام المنزل ولكن آخر شغالة دخلت البيت لاحظت أن مشكلتي مع زوجي زادت وأصبحنا دائماً نتشاجر على أهيف المواضيع واستمر الأمر سوءً لدرجة أني أمرض جسدياً كلما دخلت المنزل ولا أشعر بالتحسن إلا عندما أخرج منه أو أذهب للعمل، ألمي يتركز في الظهر ويمنعني أحياناً من ممارسة حياتي بشكل طبيعي،ٍ وأصبح زوجي لا يطيق التحدث معي وأنا نفس الشيء بدأت أكره أي كلمة أو حركة يفعلها. هو يصلي كل الصلوات بالمسجد وأنا ملتزمة في صلاتي وأتقى الله فيه كثيراً ومحجبة وأهتم فقط بأولادي وبيتي، أقرأ القرآن وأخرج زكاتي وأصل رحمي ويحترمني الجميع وأكد في عملي لكي أساعده ولا أكلفه شيئاً.. أصبحت أفكر في الانفصال ولكني أخشي على هدم بيتي بيدي، انقطع الحوار بيننا تماماً وإذا تحدثنا في موضوع ينقلب إلى شجار أرجو المساعدة.
السائلة: ابتسام عبدالعزيز
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: لا ينبغي للبيت المسلم أن يحرص على وجود خادمة إلا في أضيق الحدود، وأن تكون معروفة بحسن السيرة والتمسك بالضوابط الشرعية في التعامل، أما غير ذلك فيترتب عليه محاذير ومضار كثيرة، فأغلب الخادمات إن كنّ غير مسلمات فهن أشد خطراً من غيرهن على من يعملن عندهم، لما يعرف عنهن من استعمال السحر والدجل والشعوذة، وإن كن مسلمات فالغالب أنهن غير ملتزمات بدينهن ويحصل منهن مفاسد عظيمة سواء في التأثير على الأزواج، أو عدم حفظ الأمانات أو غير ذلك مما يصدر منهن عن علم أو جهل.
وثانياً: ما يحصل من مشاكل بينك وبين زوجك إنما هي أمور تحدث في غالب البيوت، ولكن الأمر يقل كلما كان الزوجان يلتزمان أوامر الشرع، ويقتديان بخير الخلق صلى الله عليه وسلم، ولو أن كل رجل وامرأة تمسكا بحسن الخلق والصبر على الآخر لقويت العشرة بينهما، ولما حصلت تلك الخلافات الكثيرة.
وأوصيكِ أختي الكريمة أن تصبري على زوجك، وتحسني معاملته وعشرته، وتتواضعي له في جميع أمورك، وعليك أن تشعريه بحبك له، ورغبتك في إصلاح الأمور معه، وإذا وجد ذلك منكِ فسيصلح شأنه معك، وسيتغير إلى أحسن ما تريدين منه.
وعليك أيضاً أن تعمري بيتك بقراءة القرآن وخاصة سورة البقرة، مع كثرة الاستغفار وذكر الله جل وعلا، والمحافظة على الصلوات المكتوبات في وقتهن، وقيام الليل، والإلحاح على الله بالدعاء بأن يصلح أحوالكما، وتذكري قول الله جل وعلا { إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (النساء:35). أٍسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوالكما، وأن يؤلف بين قلوبكما، وأن يبعد عنكما نزغات الشيطان إنه قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.