السؤال رقم (3383) : حكم من يجهل مسألة الطلاق الكنائي ؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله.. أود منكم أن تبينوا لنا مدى صحة هذا التأصيل وهذه الفتوى من أحد علماء أهل السنة بمصر، وهي بخصوص من يجهل مسألة الطلاق الكنائي، ويجهل أن الطلاق يمكن أن يقع بغير اللفظ الصريح، وكانت عبارة عن سؤال وجواب السؤال كان كالتالي : (عندنا في مصر الكثير من عوام الناس لا علم عندهم بألفاظ الطلاق إلا اللفظ الصريح وهو لفظ ـ الطلاق ـ ولا يعلمون أبداً عن ألفاظ الكناية أنها توقع الطلاق مع النية والعزم على التطليق بهذه الكلمة في الحال، وفي مشاجراتهم ومشاكلهم مع زوجاتهم يستقر في نفس الواحد منهم ويعزم على تطليق زوجته ويريد تطليقها، وهو في هذه الحال يتلفظ بألفاظ الكناية التي تعبر عن رغبته في الطلاق مثل ـ ما تلزمنيش ـ الحياة بيننا انتهت ـ مش عاوز أشوف وشك في البيت تاني ـ الخ). فهل مجرد هذه الرغبة في الطلاق عندهم مع تلفظهم بهذه الألفاظ الكنائية التي لا يعلمون أنها توقع الطلاق تستلزم وقوع الطلاق منهم؟ أم هي بالنسبة لهم تعبيرا وإظهارا لرغبتهم في الطلاق الذي سيوقعونه باللفظ الصريح ؟ وجزاكم الله خيراً.. فكانت الإجابة منه على هذا السؤال كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم.. (الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فقد أجبنا عن هذا السؤال من قبل مراراً، وذكرنا أن النية تتبع العلم، فمن لا يعلم أن الطلاق الكنائي يقع مع النية، لا يتصور ابتداء أن تتجه نفسه إلى طلاق زوجته بهذا الطريق، وإنما يتصور منه أنه يتوعدها بذلك، ويهددها بأنه سيوقع الطلاق عليها إن لم تستقم كما يريد ، فيكون ما صدر منه في هذا السياق تهديداً بالطلاق وتوعداً به، وليس تنجيزاً له، فلا يلزمه طلاق إلا إذا أنفذ وعيده وطلق بالفعل، والله تعالى أعلى وأعلم). أفتونا مأجورين بارك الله فيكم في أقرب وقت. السائل : علاء جاب الله

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتلك الألفاظ التي ذكرت في سؤالك تعتبر من كنايات الطلاق، وليست من الألفاظ الصريحة بالطلاق، وتلك الكنايات لا يكون لها أثر إلا إذا نوى بها الزوج إيقاع الطلاق.
وما دام أن الذي ينطق بتلك الكنايات يجهل محتواها، ولم ينو بها إيقاع الطلاق فلا يقع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى)(متفق عليه).
وينبغي على الزوج أن يمسك لسانه عن تلك الألفاظ، وألا يستعملها، وله في الألفاظ الأخرى التي تردع الزوجة مندوحة بعيداً عن صريح الطلاق وكناياته.
أسأل الله جل وعلا الهداية للجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.