السؤال رقم (3418) : حكم الزواج من فتاة أكبر مني مع رفض الأسرة لهذا الأمر ؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ممكن أستفسر عن حكم تزوج فتاة أكبر مني بسنة و4شهور بالصراحة يا شيخ ذات دين وأخلاق عالية.. أنا خائف إن أهلي يرفضوا زواجي من هذه الفتاة.. يا شيخ كيف أحاول أن أقنع أمي ووالدي بالزواج من هذه الفتاة، وأيضاً: كيف أرد علي كلام أناسٍ كثيرين يعارضونني في موضوع زواجي من فتاة أكبر مني.. بارك الله فيك يا شيخ.
السائل: محمود
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: الزواج من امرأة أكبر منك سناً ليس فيه محظور شرعي، فلقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وهي أكبر منه سناً.
وكبر السن لا يقدح في المرأة ما دامت ذات خلق ودين، ولكن لابد من النظر إلى بعض الاعتبارات التي يكون لها تأثير عليكما مستقبلاً؛ كالفرق العمري، والمستوى التعليمي والفكري، وأيضاً رفض الأسرة لهذا الزواج، فإذا تجاوزت تلك الاعتبارات فلا حرج عليك في الزواج منها.
وثانياً: اعلم أن طاعة الوالدين واجبة، وحقهما مقدم على كل حق، وبرهما من أعظم القرب، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، فلابد من تحصيل رضاهما في هذا الزواج كي تنجح حياتك المستقبلية، واعلم أنهما يتمنيان لك الخير والحياة السعيدة .
فإن كنت ترى أن هذه الفتاة تناسبك ديناً وخلقاً وتوافقاً فاجلس مع والديك وذكِّرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج من أم المؤمنين خديجة وهي أكبر منه سناً ولم يكن ذلك عيباً ليتزوج منها، وأخبرهم عن صفاتها وأخلاقها ودينها ويكون ذلك في رفق ولين.
فإن اقتنعا فعلى بركة الله، وإلا فعليك بإدخال من تتوسم فيهم الخير والحكمة سواء كانوا من الأقارب أو غيرهم ممن لهم تأثير على والديك.
فإن لم يتيسر ذلك وأصرا على موقفهما فسلم أمرك لله، واعلم أن الخير فيما قدره لك لأن برهما مقدم على كل أحد.
وعليك بلزوم الدعاء واللجوء إلى الله فهو سبحانه بيده الخير لك في العاجل والآجل.
أسأل الله جل وعلا أن يقدر لك الخير حيثما كنت، وأن يمنَّ عليك بالزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.