السؤال رقم (3415) : هل هذا يُعدّ سبباً رئيسياً وكافياً لرد الخاطب ؟17 /12 /1435هـ
نص الفتوى: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلّام على رسول الله على آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛ تقدّمت لخطبة امرأة على دين وخلق هي وأهلها – نحسبهم كذلك ولا نزكّي على الله أحداً – وتقدّم آخر لخطبتها بعدي، فطلبت هذه المخطوبة الرؤية الشرعية لكلا الخاطبين ثم تختار فيما بعد من ارتاحت إليه، فذهبت إلى بيتها للرؤية ولم أكن أعلم بما يحدث حتى وصلت هناك فأخبروني الخبر، وهذا ما سبّب لي حرجاً كبيراً وصُدِمت صدمة نفسية حيث أنّي لم أكن أتوقّع مثل هذا التصرّف من أمثال هؤلاء، فأحسست وكأنّي بضاعة.. أقصد بيت امرأة لتنظر إليّ وتُخيّرني مع غيري خاصّة وأنّي قصدتُ وليّ البنت منذ حوالي سنة ونحن في علاقة طيّبة دون علمها، والإشكال الذي بقي في نفسي هو: معلوم أنه يجوز شرعاً تقدّم الخاطب لخطبة امرأة ما لم توافق على خاطب آخر – وهذا مسلّم- ولكن هل يجوز للمرأة أن تطلب الرُؤية الشرعية لكلا الرجلين ثم تختار؟ وهل ما وجدته في نفسي مطلب شرعي تستدعيه عزة الإنسان ومبادئه الشخصية، أم أنّ الخلل في نفسي أنا؟ وفي الأخير استخارت هذه المخطوبة وقالت لأبيها أنّها غير مرتاحة لي، فهل هذا يُعدّ سببا رئيسياً وكافياً لرد الخاطب؟ أفتوني بارك الله فيكم، وارفعوا عني ما أشكل عليّ ولا يزال يؤلمني في نفسي بعد كلّ ما حدث. أسأل الله عزّ وجلّ أن يبارك لكم في جهودكم وأن ينفع بكم إنّه وليّ ذلك والقادر عليه. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك. السائل: أبو عبدالله
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما قامت به هذه الأسرة من جمع هذين الخاطبين أمام ابنتهما لاختيار من ترتاح له للزواج منها لا يجوز، وهو مخالف للهدي النبوي في الخطبة والاختيار عند الزواج، لأن فيه كسراً لقلب من لم يقبل منهما، وفيه استهانة بكرامة هذين الشخصين.
وكان على ولي أمرها أن يقدم من تقدم لخطبتها أولاً، فإذا لم يتوافقا جاز لوليها أن يقدم الخاطب الآخر بعد رحيل الأول.
وما دام أن الأمر قد حصل، ولم يقدر الله لك هذه المرأة فاحمد الله تعالى على ذلك، فعسى أن يكون في ذلك الخير لك، وصدق الله تعالى { وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(البقرة: الآية 216).
فالزم طاعة الله، وأكثر من الدعاء، وألح على ربك أن يمن عليك بالزوجة الصالحة فهي خير متاع لك في الدنيا.
أسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا، وأن يرزقك بالمرأة الصالحة التي تقر عينك بها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.