السؤال رقم (3403) : هل صحيح أن المرأة التي لم تتزوج في الدنيا تختار زوجها في الجنة ؟ بتاريخ 10 / 5 / 1436هـ

نص الفتوى: أنا الحمد لله ملتزمة ولم أوفق في الزواج وهذا الموضوع سبب لي تعبٌ نفسي.. لكني عرفت أنه لو أدخلني الله الجنة بفضله ورحمته سوف يزوجني الله رجلا ممن دخلوها, وقد قرأت على النت أن التي لم تتزوج في الدنيا سوف تختار شكل زوجها حسب رضاها، فهل هذا الكلام صحيح؟ أي هل من الممكن أن أختار من يكون شكله شبيه بشخص قد أحببته سابقاً، ولكن لم يحصل لي نصيب في الزواج منه..وشكرا لك. السائلة : مريم هشام

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن الجنة هي دار الكرامة والنعيم المقيم، أعدها الله تعالى لعباده الصالحين من المؤمنين والمؤمنات جزاء لهم بما كانوا يعملون، قال تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النحل: الآية 97). وهذه الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
وإذا أكرمك الله تعالى بدخول الجنة ولم تتزوجي في الدنيا زوجك الله تعالى بمن مات من الرجال الصالحين الذين لم يتزوجوا في الدنيا عوضاً لمن أسلم أمره لله تعالى ورضي وصبر، وقد قال صلى الله عليه وسلم (ما في الجنة عازب)(رواه مسلم). فيكرمكِ الله تعالى بزوج تقرَّ به عينك ويسعد به قلبك، ونعيم الجنة لا يساويه نعيم آخر. وما سألت عنه أختي الكريمة لم يرد به نص قاطع من القرآن والسنة، بل هو شيء غيبي لا يعلمه إلا الله تعالى. فوصيتي لك ألا تنشغلي بتلك الأمور التي ليس من ورائها طائل يتعلق بعبادتك، بل عليك بتقوى الله وطاعته، والإكثار من الأعمال الصالحة التي تبلغك رضا الله تعالى ورحمته وجنته.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكِ بدخول الجنة إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.