السؤال رقم (3402) : ماذا أفعل مع زوجتي لأتخلص من هذا العذاب ؟بتاريخ 10 / 5 / 1436 هـ
نص الفتوى: السلام عليكم.. لقد كنت متزوجاً ورزقني الله بطفلين، ولكنني طلقت زوجتي، ثم تزوجت مرة أخرى ورزقني الله بطفلين آخرين صبي وفتاة، وما زالت هذه الزوجة الثانية معي حتى الآن. ولكن الحالة المتردية لأولادي من مطلقتي (الزوجة الأولي) جعلتني أفكر في أن أتزوجها مرة أخرى حفاظاً على أولادي منها، وعرضت الموضوع على زوجتي الثانية ولكنها رفضت بشدة وقابلت ذلك بعاصفة من الغضب الشديد وعدم الاتزان لدرجة أنها قد أقدمت على الانتحار وحولت حياتي إلى جحيم مستمر لأكثر من عام خوفاً من أن أتزوج عليها، وهددتني بأنها سوف تترك البيت وتأخذ أولادي مني وأنا لا أريد أن أفقد أولادي مرة أخرى، ويكفي أولادي من مطلقتي الذين كدت أفقدهم وهذا هو لب المشكلة. أخذت قراري بعد المشورة وتزوجت زوجتي الأولي مرة أخرى ولكن في السر بدون علم زوجتي الحالية حيث أن زوجتي الأولي التي تزوجتها حديثا مقيمة في بلد وزوجتي الحالية الثانية مقيمة في بلد آخر، ولكن للأسف علمت زوجتي الثانية بزواجي وثارت ثائرتها وطاش عقلها وأقدمت على كل ما يؤدى إلى المصائب، وكانت على وشك أن تأخذ أولادي مني وتحرمني منهم وتسافر بهم من البلد تماماً بمعاونة السفارة، لأنه سبق وأن أخذتهم قبل ذلك من بيتي دون علمي، ولكي أجعلها تهدأ قلت لها سأحقق لك ما تريدينه فطلبت مني الطلاق فرفضت بشدة لأنني لا ولن أترك أولادي وأعيش هذه المأساة مرة أخرى، فقالت لي شرطي الوحيد هو أن أطلق زوجتي الأولى حتى ترضي أن تعيش معي هي والأولاد، ووافقتها في حينها حتى تهدأ ولا تقدم على الأفعال الطائشة التي اعتادت عليها، ولكنني لا أريد أن أطلق زوجتي الأولي، وفي نفس الوقت أخشي من فقدان أولادي من زوجتي الثانية لأنها تستطيع أن تأخذهم منى ولا أراهم مرة أخري بحكم القوانين الجائرة التي تحكمنا في بلداننا. وسؤالي لكم, ماذا أفعل مع زوجتي لأتخلص من هذا العذاب الذي أعيش فيه وأقنعها بعدم طلاق زوجتي الأخرى حتى لا أفقد أولادي ولا يضيعوا مرة أخرى؟ السائل: محمد سيد
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم ـ أعانك الله على كل خير ـ أن ما تعاني منه يعاني منه كثير من الأزواج الذين تزوجوا أكثر من امرأة، لأن هذا ديدن النساء، فالمرأة لا ترضى أن يشاركها في زوجها امرأة أخرى، فلا بد أن تعذرها، وينبغي عليك أن تكون حكيماً في تعاملك مع هذه المشكلة بحيث تستطيع أن تكسب ودَّها وتجعلها تعيش معك في سعادة وهناء مع رضاها بوجود الزوجة الأخرى. ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فبتعامله الحسن مع زوجاته وحرصه على إرضائهن وإقامة العدل بينهن وربط جسور المحبة والمودة بينهن، جعلهن يرضين بالأمر الواقع.
واعلم أخي الكريم أن المرأة بفطرتها تغار، وغيرتها إذا زادت عن حدها عاد ذلك بالسلب وكثرة المشاكل.
وأوصيك بالحرص على كسب قلبها وذلك بالتعامل الحسن، والكلام الجميل، والإكثار من الهدايا على قدر استطاعتك، فالمرأة بطبيعتها عاطفية وتحب الدلال والحنان والعطف.
وعليك إشعارها بحبك لها، وأنها أغلى ما عندك، وأن رجوعك للزوجة الأولى إنما كان حرصاً على أولادك لكي لا يتعرضوا للضياع والانحراف.
وعليك بالإكثار من الدعاء بأن يصلحها الله لك، وأن يلين قلبها لما فيه خير لكما، وأن يؤلف بين قلوبكما، وكلما كنت صادقاً مع الله، حريصاً على علاقتك الزوجية يسر الله لك كل خير، وأصلح لك جميع أمورك، واعلم أنه من توكل على الله أعانه ويسر أمره. أسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكما، وأن يصلح ذات بينكما، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد.