السؤال رقم (3438) : هل له أن يمنعني من حقي الشرعي الواجب عليه دون سبب ؟ 16 / 5 / 1436هـ
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا هناء يا شيخ.. كنت قد أرسلت رسالة أشكو فيها من عدم معاشرة زوجي أبداً وقد نصحتني أن ألبس ما ألفت نظره.. يا شيخ ألبس الملابس المثيرة له من يوم زواجنا وأتزين وأتجمل له لكن لم ألق منه أي اهتمام إلى الآن ثلاثة شهور وهو متوقف عن معاشرتي تحدثت بطرق مختلفة لكي يحس بي ولكن لا جدوى من ذلك وحاولت أن أتقرب أنا وأطلب منه يتحجج أنه مُرهق من عمله، أنه يعاني من صداع.. أقول كلاماً رومانسيا لكي يبدي أي اهتمام، بل يتعمد عند دخوله المنزل بأن يبدأ حديثه أنه متعب ويعاني من صداع ويحتاج للنوم والراحة أحاول معه عندما نذهب للنوم فإذا أحس أني أتقرب منه بكلام يقول لي نامي فلدي غداً أعمالاً كثيرة صحيح أن عمله يمر بظروف صعبة كونه بدأ بمشروع صغير ويتعب كثيراً لكي يحقق النجاح ولكن هل يتوقف عن معاشرتي كونه يمر بظروف صعبة فهذه الدنيا لا تنتهي من المصائب، فهل نهمل واجباتنا لمجرد أننا نمر بظروف صعبة.. حصلت بيني وبينه مشكلة بسبب تأخره وأرسلت له رسائل لأقول له لماذا التأخر إنها ليست حياة سعيدة، فأتى للمنزل وقام بالصراخ أنتِ تسببين لي مشاكل وتشكين أني متزوج بأخرى لأني كتبت له بما أنك توقفت بمعاشرتي وتتأخر فليس لدي خيار إلا أن أقول لك أنك متزوج بأخرى أليست لديك رغبة جنسية؟ من في الدنيا لديه زوجة ولا يعاشرها فقال لي لا تتعبيني بمشاكلك وإلا سأطلقك، فقلت له أفضل من أن أعيش حياة غير سعيدة، فقال حسناً سأطلقك ذهبت وجلست لوحدي واستغفرت ربي وسألت الله وتذكرت والدتي وهي تمر بظروف إخواني وطلاق أختي الأكبر منى فقلت في نفسي لا تزيدي على والدتك هماً وألماً كون أني بعيدة عنها ودائماً تتصل علي للاطمئنان فقلت هل سأموت إذا لم يعاشرني زوجي لا أريد معاشرة منه أريد أن أكمل دراستي وأعيش بأمان وإن كتب الله لي أن أرزق بأطفال سأرزق وإذا لم يكتب لي فالحمد لله فذهبت إليه وترجيته أن يسامحني وهو يقابلني بالجفاء لن أسامحك فإنك لا تحسين بي وبما أمُر به وبما أريد تحقيقه لك فقلت أنا أرى تعاملك فلا أستطيع معرفة ما بداخلك أخبرني بما تمر به, أنا زوجتك سأقدم لك ما استطعت من المساعدة والمعاشرة لا تعاشرني بحجة ظروف العمل قلت لا أستطيع قراءة ما بداخلك الله يطلع على القلوب أما أنا أرى تصرفاتك هذه حق من حقوقي وأتنازل عنها ولا أريد معاشرة وأعلم أني لا أريد أن أسبب لوالدتي الهم والألم كون والدي توفي وليس هناك من يخفف عنها ولن أتكلم عن تأخرك، افعل ما تشاء.. قال لست أنتِ المذنبة ولكن الظروف هي التي تحكم فقلت ليس بعد اليوم مشاجرة بيني وبينك. إذا تأخر أذهب للنوم وهو يأتي ولا أساله ولا أقابله بحزن بل أضحك وأتكلم معه كيفما يريد كنت أدرس في المدرسة كوني معه الآن في الدولة التي يعيش فيها وأعتبر أجنبية لكوني أحمل جنسية أخرى فدرست الفصل الأول وهو لم يسدد الرسوم إلا بعد أن تم إرسال إنذار إلي لكون الظروف صعبة وأنا أرى ذلك لكن لم يخبرني أبداً إلا أن سدد الرسوم الفصل الثاني لم أسجل ولم أذهب لا أريد أن أكون بوجهة مدرسين المدرسة إنسانة مستهترة فجلست في البيت وهو لا يقول لي كلام يهدئ نفسي سألته لماذا أنت لا تقول لي كلام يريح نفسي ويهدئني فلم يجبني وقام بتغيير الموضوع لكن عندما يتأخر أو يقوم بعمل يعرف أني سأحزن يأتي ويقبلني ويتكلم معي وكأنه يعمل ذلك من طبعه ولكنني أحس بذلك وأجامله.. يا شيخ أقوم بجميع واجباتي في المنزل من تنظيف وكوي …الخ وأتزين وأنتظر مجيئه وأجهز له الطعام وأعطيه ما يطلب من حلويات أقص أظافره وأنظفها وآتي بالكريم وأدهن جسمه لكني لا أملك أدنى اهتمام.. لا أدعو عليه أبداً فعندما أحزن أدعو له بالهداية وأطلب المغفرة له من الله كنت أريد أن أخبر والدته ولكن والدته ليست حكيمة بالقدر المطلوب فسوف تصرخ عليه وتتكلم عند إخوانه وعند خالته وسنصبح قصص داخل العائلة وهو أمر حساس بالنسبة لي لا أدري ما العمل ولا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل .
السائلة : هناء
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أختي الكريمة أن تصبري على زوجك، فهذا خير لك من الطلاق والفراق، وعليك أن تكثري من الدعاء له بأن يرده إليك رداً جميلاً، واحرصي على أداء حقوقه الواجبة وحسن الخلق في تعاملك معه، فإذا رأى الله تعالى حرصك على زوجك وعلى بيتك أعانك وألان قلبه لك، فالقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وأذكرك بقول الله تعالى:{ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة: الآيات 155 ـ 157)، واعلمي أن الصبر خير سلاح لك في تلك الظروف التي تمرين بها، ولن تستطيعي ذلك إلا إذا وثّقت علاقتك بربك وأحسنت الظن به، وأقبلت عليه بقلبك وجوارحك، وبذلت الأسباب التي ترضيه عنك، فهو سبحانه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
أسأل الله تعالى أن يصلحه، وأن يهديه، وأن يرده إليك خيرا مما تتمنين إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.