السؤال رقم (3458) : هل يستجيب الله تعالى لدعاء أمي علي حتى وإن تبت مما فعلت معها ؟ تاريخ : 16 / 8 / 1436هـ
نص الفتوى: بسم الله الرحمن الرحيم, هل يستجيب الله لدعاء أمي علي وإن تبت مما حصل مني تجاهها؟ أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، أخشى الله ولا أحب أن أكون عاقة لوالدي، فأنا أحبهما ولكنهما لم يتفهما طبيعتي الحساسة ولم يتعاملا معي على أساسها خاصة أمي، فهي تقس علي دائماً وتظلمني، وتقف مع إخوتي الصغار.. تشك في كل شيء وكل شيء يحدث تنسبه لي.. أمي كانت تقول لي كلاماً قاسياً وتكلمني بوجه عبوس.. تستنفرني، وفي إحدى المرات تشاجرت مع أختي الصغرى والتي كانت تكذب ويصدقونها ولا يصدقونني، كانت تحاول استفزازي فأقوم بضربها فأضرب.. تحب أن تستحوذ على كل الاهتمام.. كانت أمي تتدخل لصالحها. ومرة تشاجرنا ورأيت أن أمي تظلمني فقد كانت تعاتبني مع إن أختي هي المذنبة فكنت أحاول الدفاع عن نفسي قمت بالرد عليها وقلت لها أنها ظالمة ورفعت صوتي عليها.. كنت أحسب ذلك دفاعاً عن نفسي، حيث يحدث ذلك مني في حالة من الهستريا والغضب وزاد غضبي. وفي كل مرة أعمل هكذا والله إني أندم بعده بشدة وأستغفر ربي ويمر يوم أو يومان وأنا نفسيتي ضائقة وأقوم بإرضاء أمي فترضى عني، والله يا ربي لا أريد أن أكون عاقة ولكن أمي تجبرني، وآخر مرة دعت علي أمي بأن ربي يظلمني دنيا وآخرة وقد ندمت كثيراً واعتذرت لها وتبت لربي واستغفرت كثيراً.. لم أعد أعصيها، أقلعت عن هذا وأبريتها وأنني الآن صابرة عليها.. خلاصة أمري أنى أخشى أن يعاقب أبنائي بذنبي فماذا أفعل؟ وأخشى أن يقبل ربي دعوتها مع أنني تبت توبة نصوحاً.. هل سيقبل الله توبتي ولن يستجيب دعاء أمي؟ وما هي طرق التوبة الصحيحة؟ أفيدوني وادعوا الله لي, جزاكم الله عنى وعن المسلمين خير الجزاء آمين. السائل : غالية
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فما دمتِّ أنكِ تبتِ إلى الله تعالى مما فعلتيه مع والدتكِ وصدقتِ مع الله في ذلك، وطلبتِ مسامحتها وأخذتِ بالأسباب الشرعية لإرضائها فأرجو أن يتوب الله عليك وأن يغفر لكِ ما سلف.
ووصيتي لك مستقبلاً بالإحسان إليها والصبر عليها والدعاء لها، وبذل كل ما تستطيعين من أجل إرضائها، وعلى قدر صبرك وحرصك على برِّها يعينك الله في ذلك، وتنالين رضاه، ثم رضاها ودعائها الصالح، ويعود ذلك عليك بالخير في الدنيا والآخرة. أسأل الله تعالى أن يعينك على برها، وأن يغفر لنا ولك جميع الذنوب والخطايا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.