السؤال رقم (3453) : طلاق الموسوس . بتاريخ 2 / 2 / 1437هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بدأت تتوارد على ذهني ألفاظ الطلاق
وفمي مغلق مرتان ولولا أن فمي مغلق لقلت تكلمت فقلت في نفسي ألا يكفي هذا دليلاً على الوسوسة وتذكرت فتوى كتب لي فيها المفتي يكفيك أن تأخذ بما أفتيناك به حتى تخرج من الحيرة
1- فبدأت أقول:(أخرج من الحيرة) وفي ذهني الطلاق فتساءلت هل قولي أخرج من الحيرة يقع بها الطلاق ؟
2- بعدها قلت:(أخرج من الحيرة بالطلاق) فرجعت أقول هل هذه الكلمة الثانية هي (أخرج من الحيرة بالطلاق) يقع بها الطلاق؟ بعدها وأنا مشغول بالجملة الثانية وهي (أخرج من الحيرة بالطلاق) وأنا أفكر فيها جاء في ذهني معناها اخترت الطلاق.
3- بعدها قلت:(اخترت الطلاق) وجاء بعدها في ذهني أن أكرر هذه الجملة مرة ثانية فامتنعت ولكني وأنا أقول اخترت الطلاق في المرة الأولى هيئ لي حضور نية الطلاق فهل وقع الطلاق؟ ويقوى عندي هذا الأمر وهو نية الطلاق.. عندما أردت كتابة ما حدث لأسأل عنه فقلت حتى ولو لم تكن (اخترت الطلاق) صريح في الطلاق إلا أنه بالنية صار طلاقاً، فهل وقع الطلاق في المسائل الثلاث السابقة؟ خاصة السؤال الثالث، وما يؤرقني إحساسي بالنية السائل : عبدالله
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فإن من رحمة الله تعالى أنه لا يحاسب العبد على الوساوس والخواطر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ) رواه البخاري ومسلم.
فالمريض بالوسواس وغيره ، إذا حدث نفسه بالكفر أو بالمعصية ، لم يؤاخذ على ذلك ، لكن بشرط ألا ينطق ذلك بلسانه ، أو يعمل بمقتضاه بجوارحه .
ولو فرض أن هذا المريض تلفظ بما في نفسه تحت ضغط المرض أو الوسوسة ، بحيث كان مغلوبا على أمره ، وخرج منه ذلك الكلام بدون قصده ، فإنه لا يؤاخذ كذلك ، لعدم إرادته التلفظ.
وعلى لا يقع طلاقك في جميع ما ذكرت . وأُوصيك أخي بعدم الالتفات للوسواس ، والإعراض عنه ، ومخالفة ما يدعوك إليه ، فإن الوسواس من الشيطان ، ليحزن الذين آمنوا ، وخير علاج له ، هو الإكثار من ذكر الله تعالى ، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والبعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم ، قال الله تعالى: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل/ 99 . والله أعلم .